عربي وعالمي

وردةٌ في أرضٍ بور


كتبت: نهى علي

”إن الحياةَ لقاسية، ولكنّها أيضًا جميلة. “ مقولةٌ سمعتها بينما كنت أشاهد إحدى حلقات الرسوم المتحركة اليابانية، ويا له من معنى تحمله.

وردةٌ تزهر وسط الدمار.. وابتسامة طفلٍ وسط الحروب.. عينٌ لامعةٌ بالأمل في حياةٍ لا تُبشّر به.. ألمٌ يعتري الإنسان ولا يمنعه من مساعدة غيره..

في الحياةِ وبينما تسري سفينتك، ستجد العديد من الأعاصير والمعرقلات. لا تدعها تمنعك من مواصلة السعي. فالسعي في الخير، هو أمر تؤجر عليه مهما كانت قسوة الحياة من حولك. بل كلما زادت المصاعب زاد أجرك، وزادت الثمار التي ستجنيها، والله لا يضيع أجر من أحسن عملًا.

الحياة مليئة بالاختبارات. بالمعنى المعنوي، وكذلك الحرفي كاختبارات الثانوية العامة. يوم نتيجة الثانوية العامة هو يوم احتفال عند البعض، وأسفًا هو يوم حزن وبكاء عند آخرين. إذا كنت أحد طلاب الثانوية العامة الذين حصلوا على نتيجتهم للتو ولم تعجبهم، فلا تحزن يا صغيري، فالاختبارات لم تنتهِ بعد. الحياة سلسلة متتالية منها، وإن كان هذا وحده نصيبك من البأس، فقد نجوت.

إذا كنت أحد آباء طلبة الثانوية العامة، فلتدعم ابنك أو ابنتك أيًا كانت نتيجتهم، فقد كانت هذه السنة مصدر ضغط شديد عليهم، وما كان ينبغي أن تكون، ولكنه الحال في بلادنا.

أيًا كان مصدر قسوة الحياة الذي يُحيط بك يا عزيزي، احرص على أن ترى نقاط قوتك. احرص على أن تُدرك ماهية الأمور التي تجعل حياتك جميلة. لا يجب بالضرورة أن تكون هذه الأمور معروفة لغيرك؛ فربما تكون جميلة في عينك وحدك. لا يهم. الأهم أن تتمكن من رؤية الزهور وسط الركام، وأن ترى الجمال وسط قسوة الحياة. فلتكن وردةً مزهرةً، ولو كانت الأرض بورا.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى