الصحة والتعليم

كيف نحتوي أبناءنا في مرحلة الجامعة؟



سميرة وجيه
أخصائية الصحة النفسية
كيف نحتوي أبناءنا في مرحلة الجامعة؟
مرحلة الجامعة من أهم وأخطر المراحل العمرية في حياة أولادنا، فهي مرحلة عبور من الطفولة للنضج، ومن التبعية للاستقلال. وفي الوقت اللي بيعيشوا فيه تحديات كبيرة وضغوط نفسية واجتماعية، بيكونوا في أمسّ الحاجة لاحتواءنا.
لكن السؤال: إزاي نقدر نكون السند الحقيقي ليهم؟
1. اسمعهم بعيونك وقلبك
المراهق في الجامعة مش محتاج وعظ، هو محتاج يسمع: “أنا جنبك”، “احكيلي”. لما بنتك أو ابنك يحس إنك بتسمع من غير حكم، هيرتاح ليك وهيحكيلك حتى عن أخطائه.
2. شجّعه يكون نفسه
اديله ثقة إنه يختار، يغلط ويتعلم، يعبّر عن رأيه من غير ما تخوّفه. استقلال الشخصية بيبدأ من البيت، مش من الشارع.
3. لما تبقى صاحبه، حافظ على دورك كأب أو أم
الصداقة لا تعني غياب التوجيه، لكن معناها إن النصيحة تيجي بالحب، مش بالأمر. وإن العقاب يكون بالوعي، مش بالصوت العالي.
4. اتكلم بلغته، وافهم عالمه
مش لازم نحب المزيكا اللي بيسمعها أو لبسها، لكن لازم نعرفهم. لما تدخل عالمه، هتحس بيه.
5. علّمه يبني نفسه ويدوّر على حلمه
اسأله: “نفسك تبقى إيه؟” وساعده يحلم، ويفكر، ويخطط. خلي عنده هدف، ولو بسيط، يشتغل عليه.
6. احتضنه وقت الألم، قبل ما الزمن يحضنه
لو انهار أو فشل أو حب، ما تبقاش أول رد فعلك: “أنا قلتلك”، لكن قوله: “أنا جنبك، يلا نعدّي.”
في النهاية…
الاحتواء مش ضعف، واللين مش دلال. أولادنا محتاجين أب وأم بيفهموا قبل ما يحكموا، يحنوا قبل ما يعاتبوا.
لو قدرنا نكون السند الحقيقي ليهم في أصعب سنين حياتهم، نكون فعلاً ربينا جيل سويّ وقوي.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى