مرأة ومنوعات

كبروا ، ولسه الحضن ما كبرش !


كتبت د: مؤمنة محمد طعيمة
كبروا… ولسه الحضن ما كبرش
كنت موظفة، بصحى كل يوم قبل الشمس…
أنظّم بيتي، أحضّر فطار أولادي التلاتة، أراجع معاهم، ألبّسهم وأنزل شغلي.
أرجع من الشغل، أكمل يومي كأم:
أطبخ، أذاكر، أنظف، أتابع التمارين، أحمّيهم، وأحكي لهم حواديت قبل النوم.
بيتنا كان جدول…
لكنه جدول مليان حب.
وكنت دايمًا بقول:
“بس يكبروا… وأرتاح.”
وكبروا…
الكبير اتجوز، والوسطاني سافر، والتالتة لسه في مراحل التعليم ومشغولة بدراستها.
بقوا حنينين، بيحبوني…
بس مشغولين عني، غصب عنهم.
بأحضّر الأكل اللي كانوا بيحبوه… بس ياكلوا بسرعة.
أمد إيدي بالحضن… بس بقيت أقصر منهم، ومشغولين.
أفتّش في البيت على ضحكتهم، على صوتهم، على “ماما” اللي كانت بتنقال من القلب.
بأفتكر وأنا راجعة من الشغل زمان، كنت أشتري لهم كل طلبتهم اللي تفرحهم…
دلوقتي بأرجع بإيدي فاضية.
بقعد على الكرسي اللي كانوا بيتخانقوا عليه جنبي…
دلوقتي فاضي.
مش بزعل منهم…
بس وحشني التعب معاهم،
وحشني حضنهم،
وحشني حتى صريخهم وقت المذاكرة.
رسالتي لكل أم لسه وسط الزحمة:
استمتعي…
استمتعي حتى بتعبك،
لأنك هتشتاقي له لما البيت يسكت، والقلوب تنشغل.
ولكل ابن وبنت…
ماما مش دايمًا هتكون واقفة عند الباب مستنياك.
فـ لو حضنها موجود… خده.
ولو بتطبخ لك… كُل وقلها “الله”.
ولو بتنده عليك… رد بسرعة.
لأن في يوم… هتبقى مشتاق للنداء ده.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى