أخبار مصر

عفو رئاسى عن التاشط المصرى البريطانى علاء عبدالفتاح، ما هي قصة سجنه؟



محمد حسان ،،
الإثنين 22سبتمبر 2025م. 11:55م
عفو رئاسى عن التاشط المصرى البريطانى علاء عبدالفتاح، ما هي قصة سجنه؟
قرر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، العفو عن ستة سجناء بينهم الناشط المصري الذي يحمل الجنسية البريطانية علاء عبدالفتاح، استجابة لـ مُناشدة المجلس القومي لحقوق الإنسان، بحسب بيان رسمى.
وسيتم الإفراج عن السجناء بدون إكمال باقي مدة العقوبة المحكوم بها عليهم، بعد اتخاذ الإجراءات الدستورية والقانونية في هذا الشأن.
وكانت قضية علاء عبدالفتاح، قد أخذت منحنى قضائي جديد، بعد أن قررت محكمة مصرية رفع اسمه من قوائم الإرهاب، في 21 يوليو 2025، بعد إدراجه عليها منذ سبتمبر 2019.
واستندت محكمة الجنايات المصرية في قرارها إلى أن التحريات أفادت بعدم استمرار علاء في أى نشاط لصالح جماعة إرهابية.
وقال محاميه خالد علي، إن القرار يترتب عليه إنهاء جميع الآثار القانونية المترتبة على الإدراج بقوائم الإرهاب، بما في ذلك المنع من السفر، وتجميد الأموال، والمنع من تولي الوظائف العامة، وغيرها من العقوبات.
عفو رئاسي عن الناشط المصري البريطاني علاء عبدالفتاح، ما هي قصة سجنه؟
جهود بريطانية
ظلت قضية عبد الفتاح بين الشد والجذب طيلة الفترة الماضية، فقبل أسبوع من قرار المحكمة، قررت والدته المصرية ليلى سويف، إنهاء إضرابها الذي بدأته في سبتمبر الماضي في لندن، للمطالبة بإطلاق سراح نجلها المسجون منذ أكثر من خمس سنوات لاتهامه بنشر أخبار كاذبة، وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ونشر تدوينات فيها تحريض.
واهتمت الحكومة البريطانية بقضية علاء عبدالفتاح، وناقش رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، في اتصال هاتفي مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قبل أشهر، قضية علاء عبد الفتاح.
وشدد ستارمر في الاتصال على ضرورة إطلاق سراح الناشط المصري الذي يحمل الجنسية البريطانية التي حصل عليها عام 2022 في السجن، بعد أن منحته والدته إياها باعتبارها مولودة في لندن، وذلك في محاولة لدفع السلطات المصرية لإطلاق سراحه.
وألقت السلطات المصرية القبض على علاء عبد الفتاح في سبتمبر 2019، وحكمت عليه بالسجن خمس سنوات، ورفضت السلطات الإفراج عن عبد الفتاح في سبتمبر 2024.
ما دفع والدته للدخول في إضراب كلي عن الطعام، متهمةً السلطات البريطانية بالتواطؤ مع نظيرتها المصرية فيما أسمته بجريمة اختطاف واحتجاز نجلها خارج نطاق القانون، باعتباره مزدوج الجنسية.
ليلى سويف أضربت عن الطعام في بريطانيا ودخلت إلى المستشفى وبجوارها ابنتها منى سيف
في عام 2023، نظمت أسرة علاء وقفات احتجاجية أمام مقر وزارة الخارجية في العاصمة البريطانية لندن، لتذكير الحكومة البريطانية بمسؤوليتها تجاه علاء عبد الفتاح،
وأعرب أكثر من مئة عضو بالبرلمان البريطاني عن قلقهم إزاء عدم تحقيق أي تقدم إزاء قضية عبد الفتاح، في خطاب وجهوه إلى وزير الخارجية البريطاني وقتها جيمس كليفرلى
وفي العام ذاته طالبت الناشطة سناء سيف، شقيقة علاء، في كلمة أمام مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، بالإفراج عن أخيها وقالت إنه تعرض للتعذيب في السجون المصرية واقترب من الموت، خلال سنوات سجنه.
وأضافت سناء أن عائلتها دفعت ثمناً باهظاً خلال السنوات التسع الماضية لمطالبتها بالإفراج عن علاء الذي سُجن بسبب دعوته للحرية والديمقراطية، بحسب قولها.
من هو علاء عبدالفتاح؟
ولد علاء عبد الفتاح في نوفمبر عام 1981 في أسرة من النشطاء السياسيين والحقوقيين.
والده هو المحامي والحقوقى والناشط اليساري البارز أحمد سيف الإسلام عبد الفتاح حمد، الذي اُعتقل أكثر من مرة في عهد الرئيسين السابقين أنور السادات وحسني مبارك، ووالدته هي أستاذة الرياضيات بجامعة القاهرة والناشطة السياسية ليلى سويف.
علاء عبد الفتاح له شقيقتان هما منى وسناء سيف الإسلام، وهما ناشطتان حقوقيتان بارزتان، ومن أكبر الداعمين لشقيقهما.
وسُجنت سناء مرتين،، الأولى في عام 2014 ثم أُطلق سراحها ضمن عفو رئاسي، والثانية في 2020 لمدة سنة ونصف بتهمة نشر أخبار كاذبة.
ويعد علاء عبد الفتاح أحد أبرز المدونين والنشطاء المصريين في الفترة التي أعقبت عام 2005، وكمتخصص في مجال برمجة المعلومات، شارك في إدارة العديد من المنصات التي تنادي بحرية التعبير وفتح المجال العام.
اعتقلت السلطات المصرية علاء عبد الفتاح للمرة الأولى عام 2006 مع عدد من الأشخاص كانوا مشاركين في احتجاجات تطالب باستقلال القضاء، وأطلقت سراحه بعد 45 يوما.
تجربة الاعتقال الأولى لعبد الفتاح لم تثنه عن مواصلة نشاطه. ففي عام 2011، أصبح أحد أشهر وجوه الحركة الديمقراطية، حيث طور منصات على الإنترنت تمكن المواطنين المصريين من المشاركة في صياغة الدستور. كما فتحت تغريداته على منصة إكس، التي كانت تسمى تويتر وقتها، الباب أمام العديد من النقاشات حول قضايا كالدين والإصلاح السياسى.
وبرز دوره في ثورة 25 يناير 2025، فرغم عدم وجوده في مصر لحظة اندلاع المظاهرات، إلا أنه شارك في الاحتجاجات التالية التي أفضت إلى الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك.2021
شارك عبد الفتاح في2021 تنظيم المظاهرات المعارضة إبان حكم المجلس العسكري للقوات المسلحة، وحبس في أعقاب ما عرف بأحداث ماسبيرو فى أواخر أكتوبر عام 2011، بسبب تغطيته للاشتباكات بين المتظاهرين المسيحيين وقوات الأمن، حيث اتهمته النيابة العسكرية بالتحريض ضد الجيش وتكدير الأمن والسلم العامين.
طالبت المفوضية العليا لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة بالإفراج عنه، وقد أطلق سراحه في ديسمبر من العام ذاته.
ألقي القبض على عبد الفتاح مجددا في نوفمبر 2013 مع آخرين لدى مشاركته فى مظاهرة أمام البرلمان ضد قانون التظاهر ومسودة الدستور الذى استفتي عليه في مطلع عام 2014. ووجهت لعلاء تهمة التظاهر بدون تصريح من السلطات الأمنية.
وحكم على علاء عبد الفتاح بالسجن لمدة خمس سنوات من قبل محكمة الجنايات في هذه القضية التى عرفت فيما بعد بأحداث مجلس الشورى، وأيدت محكمة النقض المصرية الحكم في عام 2017.
وتعد فترة السجن هذه هي الأطول في تاريخه، وتوفى خلالها والده وسمحت له السلطات بالخروج استثنائيا لتشييعه.
أفرج عنه في مارس 2019 بعد انقضاء مدة عقوبته، ولكنه اعتقل مجدداً في سبتمبر من نفس العام، وظل في السجن إلى أن تجاوز الحد القانوني الأقصى للحبس الاحتياطى، ثم أصدرت محكمة مصرية في ديسمبر من عام 2021 حكما بسجنه خمسة أعوام بعد إدانته بتهمة نشر أخبار كاذبة.
وبدأ الناشط المصرى إضراباً عن الطعام في أبريل 2022 احتجاجاً على رفض السلطات المصرية السماح للقنصلية البريطانية بزيارته، ثم أضرب عن الطعام جزئياً منذ مارس 2025 تضامناً مع والدته.
وكان مسؤول أمريكي رفيع المستوى قد أعرب في 2022 عن قلق البيت الأبيض حيال التقارير الواردة عن حالة علاء عبد الفتاح الصحية، مضيفاً أن إدارة الرئيس جو بايدن، أثارت المخاوف بشكل متكرر مع الحكومة المصرية حول قضيته وظروفه في السجن.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى