عظمة الفراعنة تتجدد في المتحف المصري الكبير


✍️ رشا خضير
الجمعة31/أكتوبر/2025م.
عظمة الفراعنة تتجدد في المتحف المصري الكبير
تظل الحضارة المصرية القديمة منارةً خالدة في سجل الإنسانية، وشاهدًا أبديًّا على عبقرية الإنسان المصري عبر العصور. فعظمة الفراعنة لم تكن فقط في معابدهم المهيبة وتماثيلهم الضخمة التي تتحدى الزمن، بل في فكرهم، وتنظيمهم، وإيمانهم العميق بالحياة والخلود، وهو ما انعكس في كل تفصيلة من تفاصيل حضارتهم التي ما زالت تبهر العالم حتى اليوم.
منذ آلاف السنين، وقف المصري القديم على ضفاف النيل يبني مجده حجراً فوق حجر، فشيّد الأهرامات التي حيرت العلماء، ونحت التماثيل التي ما زالت تنطق بالعظمة، وابتكر الكتابة الهيروغليفية التي أرست أولى دعائم التوثيق والتاريخ. لم تكن مصر القديمة مجرد حضارة قامت ثم اندثرت، بل كانت الأساس الذي قامت عليه علوم وفنون ومعارف الإنسانية.
والغد،يُسجَّل الأول من نوفمبر عام 2025 كأحد أعظم الأيام في تاريخ مصر الحديث، يومٌ يربط بين أمجاد الماضي وعظمة الحاضر، حين تفتح أبواب المتحف المصري الكبير أمام العالم، ليكون شاهدًا جديدًا على عبقرية المصري القديم وعظمة الحضارة التي أنارت الإنسانية منذ فجر التاريخ.
وفي هذا اليوم المجيد، ستتجه أنظار العالم كلّه نحو مصر، بلد الأهرامات والنيل، وهي تُعلن عن ميلاد صرح حضاري وثقافي هو الأكبر من نوعه في العالم، يُجسّد روح الفراعنة ويُعيد إلى الأذهان عظمة تاريخٍ يمتد لآلاف السنين. ومع افتتاح المتحف المصري الكبير، تعود مصر لتؤكد للعالم أن جذورها العريقة لا تزال تنبض بالحياة. هذا الصرح الحضاري العملاق، الذي يُعد الأكبر من نوعه في العالم، ليس مجرد متحف لعرض القطع الأثرية، بل هو نافذة على روح مصر القديمة، وجسر يصل بين الماضي المجيد والحاضر الزاهر.
يقع المتحف بجوار أهرامات الجيزة، وكأنه يعانقها في مشهد رمزي يجسد تواصل الأجيال، ويحتوي على آلاف القطع الأثرية النادرة التي تُعرض لأول مرة، من بينها كنوز الملك توت عنخ آمون التي طال انتظار الجمهور لرؤيتها كاملة في مكان واحد.
افتتاح المتحف المصري الكبير لا يمثل حدثًا ثقافيًا فقط، بل هو رسالة حضارية وسياسية للعالم كله: أن مصر لا تزال قادرة على أن تكون في قلب التاريخ، تقود الثقافة والفكر، وتستثمر ماضيها المجيد لبناء مستقبلها الواعد.
فالحضارة المصرية لم تكن حجرًا صامتًا، بل فكرًا متجددًا، وروحًا مبدعة تتوارثها الأجيال.
إن المتحف المصري الكبير هو تجسيد حي لعظمة الفراعنة، الذين علّمونا أن الخلود لا يتحقق فقط في المعابد والمقابر، بل في الإبداع، والعلم، والإرادة، وحب الوطن. ومن هنا، فإن افتتاح هذا المتحف هو بمثابة عهد جديد تُعلن فيه مصر استمرار رسالتها الحضارية، وتؤكد أن التاريخ لا يُحفظ في الكتب فقط، بل يُكتب من جديد بأيدي أبنائها.



