مقالات وآراء

زجاجات الحياة


كتب د/محمد الرفاعى

تخيل أنك تملك في حياتك ثلاث زجاجات
الأولى من الازاز ، والثانية من البلاستيك والثالثة من الجلد

حتما ستحافظ على الأولى ، لن تأخذها إلى النادي أو الجيم ولن تضعها في مكان خطير أو مكان مكشوف ، وبالطبع لن تسمح لأحد باستخدامها ،
أما الزجاجة الثانية ، من البلاستيك، اهتمامك بها يقل عن الأولى ويمكنك استخدامها في النادي أو الدراسة أو الجيم ولكنك تعلم جيدا أن البلاستيك له مدة يتعرض خلالها للاستهلاك ، وبالتالي ستحاول جاهدا أن تعتني بنظافتها ويمكنك تغييرها كل فترة تجنبا لتداخل مادة البلاستيك في العصائر او المياه بداخلها عقب تعرضها للشمس .
أما الزجاجة الأخيرة ، مجرد زجاجة مصنوعة من الجلد ، لا تتأثر بالسقوط ، من السهولة أن تأخذها معك في أى مكان ، ولن تهتم كثيرا بالمكان الذي تضعها فيه أو أية مخاطر قد تتعرض لها .

الزجاجات الثلاث ترمز لحياتك :
الزجاجة الأولى هي عائلتك
حافظ عليها فهى السند والملاذ والوطن
أسرتك هى البداية والنهاية ، لا يمكن أبدا أن تعوض والدك ولا يمكن قطعا تعويض والدتك، كذلك الأخت فهى والدتك الثانية ، أما والأخ فهو العصا التى ترتكز عليها . لذلك مهما حدث لا تحاول كسر عائلتك ، فهى مصنوعة من الزجاج ، مهما حدث عالج الكسر ، ولا تترك الزجاج يتناثر ، أحرص على جمع شتات عائلتك ، وحافظ على خصوصياتها ، كن عونا وسندا لهم ، ومهما حدث لا تختر زوجة تكره عائلتك ،
وتخير جيدا من يدخل منزلك ويري خدوش سقف بيتك ، فبعض الخدوش تحكى تاريخ العائلة والتاريخ هو الأرث الثمين الذي يجب أن تكون فخورا به .

والزجاجة الثانية هى الصديق
صديقك هو من يساندك فى شدتك ، هو من تخبره بعيبك فيسترك ، ونقصك فيكملك ، من تصحبه في مرضك فيكرمك ويرعاك ،
الصديق هو رفيق الطريق. نعم هو ليس فردا من العائلة ولكنه أحيانا قد يكون عائلتك الوحيدة .
العائلة كالزجاج ، قد تجد أحيانا ما يؤلمك عند جمعها ، وقد تنزف دما من محاولاتك المستمرة للحفاظ عليها ، ولكن صديقك لن يجعلك تنزف دما فهو الزجاجة المصنوعة من البلاستيك .
أما الزجاجة الأخيرة فهى مصنوعة من الجلد ،
وهى العمل : كل يوم فى شأن، تضحك فى يوم وتحزن فى آخر ، اليوم تستقر على ترقية ، وغدا قد تتقلد وظيفة أخرى .
فالرزق بيد الله ، لا تظلم أحد ، لا تسرق عمل الغير ، لا تستنزف طاقة من تملك أمره ، لا تنتقم ، لا تقتل. وأحذر كل الحذر من عودة الكرة ، فالكرة المصنوعة من الجلد حينما تقذفها تعود إليك ، وما تزرعه اليوم تحصده غدا ، ومن ترؤسه اليوم ، قد يرؤسك غدا هذه هى سنة الحياة ، فاحسن اليوم الزرع تجنى غدا جميل الثمار ،
الخلاصة :
العمل مهم ولكنه يشكل جزء بسيط من حياتك
فلا تقدم مصلحة العمل على حساب عائلتك وصداقتك،
بل قدم العائلة والصداقة واستمتع بالعمل ،
لا تخسر عائلتك من أجل الفوز بترقية ،
لأنك حتما ستترك عملك يوما ما وستغدو بلا عائلة .
أصنع الحب داخل منزلك حتى تذهب إلى عملك مبتسما ولا تنس أن تتفقد صديقك.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى