مقالات وآراء

حب الذات والأنانية ،، شعرة فاصلة بين النور والظلام



كتبت: سميرة وجيه،
أخصائية نفسية واستشاري الإرشاد الأسري
حب الذات والأنانية ،،شعرة فاصلة بين النور والظلام
في زمنٍ أصبحت فيه شعارات “حب نفسك” و”اختر راحتك” تُردد في كل مكان، يقف كثيرون حائرين بين مفهومين متداخلين: حب الذات والأنانية. فهل كل من يضع نفسه أولًا أناني؟ وهل من يحب ذاته يجب أن يشعر بالذنب؟
الإجابة ببساطة: لا.
حب الذات: احترام، وعي، ورحمة.
حب الذات لا يعني أن ننعزل أو نتجاهل مشاعر الآخرين، بل أن نُقدّر أنفسنا كقيمة، وأن نتعامل معها باحترام. أن نعرف متى نقول “لا” دون قسوة، ومتى نعتذر لأنفسنا قبل أن نعتذر للناس.
حب الذات هو أن أستمع لنفسي، وألبي احتياجاتي النفسية، وأُعطي لنفسي وقتًا للراحة دون أن أشعر بالذنب… هو أن أداوي جروحي قبل أن أُداوي جروح من حولي.
الأنانية: تجاهل الآخر، وتضخيم الذات
الأنانية تبدأ حين نُقصي مشاعر الآخرين ونُعلي من شأن احتياجاتنا فقط. حين نُصر على ما نريد مهما كان الثمن… حين تصبح الراحة الذاتية مبررًا لإيذاء غيرنا، أو وسيلة للتهرب من المسؤولية.
الأناني لا يرى إلا نفسه، بينما من يحب ذاته يرى نفسه والناس، ويوازن بينهما.
كيف نفرق بينهما؟
من يحب ذاته يعتذر عند الخطأ، الأناني يبرر دائمًا.
من يحب ذاته يعرف قيمة العطاء، الأناني يرى العطاء ضعفًا.
من يحب ذاته يسعى للتطور، الأناني يظن نفسه الأفضل دائمًا.
في الختام،،
حب الذات ليس رفاهية، بل هو شرط أساسي لصحة نفسية متزنة. لكن علينا أن نتعلم كيف نحبه بدون أن نُطفئ نور الآخرين.
لنُحب أنفسنا كما نحب من نحب،، بلطف، بتقدير، وبدون قسوة أو أنانية.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى