تغذية الفراعنة هي سر الصحة والجمال


كتب د:عبدالعزيز الجداوي
خبير دولي في الغذاء والصناعات الغذائية وإستشارى التصنيع الغذائى
تغذية الفراعنة هي سر الصحة والجمال
دايت الفراعنة،، سر الصحة والعافية في مصر القديمة
بمناسبة افتتاح المتحف المصري الكبيرغدا ، الذي يعد نافذة للعالم على عظمة الحضارة المصرية القديمة، تبرز العديد من الجوانب المدهشة في حياة المصريين القدماء، ولعل نظامهم الغذائي وتغذيتهم يشكلان نموذجًا صحيًا متوازنًا لا يزال يحمل دروسًا قيمة حتى يومنا هذا. لقد كان دايت الفراعنة سرًا وراء البنية القوية والصحة الممتازة التي تمتعوا بها، حيث ركز على الأطعمة الكاملة والطبيعية.
المكونات الأساسية للغذاء الفرعوني
اعتمدت موائد المصريين القدماء بشكل أساسي على ما تجود به أرض النيل الخصبة، وكان النظام الغذائي يرتكز على عناصر بسيطة ولكنها عالية القيمة الغذائية.
الخبز والبيرة الجعة،،
كان الخبز المصنوع من القمح والشعير هو الغذاء الرئيسي لجميع الطبقات، ويُعدّ العنصر الأكثر استهلاكًا. كذلك، كانت البيرة المصنوعة من تخمير عجينة خاصة هي المشروب المفضل لعامة الشعب، وكانت تُعد مصدرًا للطاقة وبعض العناصر الغذائية.
الخضروات والبقوليات،،
تنوعت الخضروات المزروعة كالخس، والبصل، والثوم، والكراث، والفجل. وشكلت البقوليات مثل العدس والحمص مصدرًا أساسيًا للبروتين النباتي والألياف، لا سيما للطبقات العاملة.
الأسماك والطيور،،
كان نهر النيل مصدرًا غنيًا بالأسماك، خاصة سمك البلطي، وكانت الأسماك والدواجن البط والإوز والحمام ،تُستهلك بانتظام، بينما كانت اللحوم الحمراء الأبقار والأغنام مقتصرة غالبًا على الطبقات الغنية أو المناسبات الخاصة.
الفواكه والسكريات،،
لم تخلُ الموائد من الفواكه مثل التمر، والتين، والرمان، والعنب. واستُخدم العسل كمُحلٍّ طبيعي.
الفوائد الصحية للنظام الغذائي الفرعوني
لم يكن دايت الفراعنة مجرد طعام للبقاء، بل كان وصفة لحياة صحية خالية من الأمراض، ويُعزى ذلك إلى عدة عوامل،،
التوازن الغذائي والوقاية من الأمراض،،
كان النظام الغذائي غنيًا بالألياف من الحبوب والبقوليات، والفيتامينات والمعادن من الخضراوات والفاكهة. هذا التنوع كان يضمن حصول الجسم على معظم احتياجاته الضرورية، ويساهم في الوقاية من أمراض العصر مثل السكري وأمراض القلب.
الطرق الصحية للطهي،
اعتمد المصريون القدماء طرق طهي صحية مثل السلق، والشوي، والتحميص، مع تجنب الإفراط في الدهون والزيوت الثقيلة، مما ساهم في الحفاظ على القيمة الغذائية للمواد.
الخص كعلاج ووقاية،،
لم يكن الطعام للتغذية فقط، بل استُخدم بعضه كعلاج، فمثلاً، كان الخص البلدي يُعرف بفوائده الصحية، وقد أظهرت الأبحاث الحديثة دوره كمضاد للأورام والأكسدة وفوائده للحيوية.
حفظ الأغذية بذكاء،،
برعوا في حفظ الأطعمة بالتجفيف والتمليح مثل الأسماك المملحة، لضمان توفر الغذاء في أوقات توقف الزراعة، وهي طرق طبيعية تحفظ القيمة الغذائية إلى حد كبير.
باختصار، يقدم لنا المتحف المصري الكبير، من بين كنوزه الأثرية، درسًا عظيمًا في فن التغذية والحياة الصحية، مؤكدًا أن بساطة الطبيعة هي الوصفة الأقدم والأكثر فعالية للعافية.



