العلاقات الأسرية دائما ملاذا للأمان

بقلم /مؤمنه محمد طعيمه
العلاقات الأسرية كانت دائمًا ملاذًا للأمان والدعم، حيث كان يُنظر إلى الأسرة على أنها الملجأ الأول الذي يجد فيه الفرد دفء الحب والتقدير. ولكن في بعض الأحيان، قد يواجه الإنسان واقعًا مختلفًا، حيث تتبدل هذه القيم الجميلة، ويصبح التفاهم والمحبة غائبين عن العلاقات الأسرية.
حين يشعر الشخص أن عائلته لم تعد تقدر تعليمه وإنجازاته، بل تنظر له بعين الحسد والغيرة، يكون ذلك مؤلمًا بشكل لا يوصف. عندما يبدأ الخال أو العم في إظهار وجوههم الحقيقية من خلال تقليل شأنك أمام الآخرين فقط لإرضاء أنفسهم لأن أحدًا من أبنائهم لم يصل لمستواك، يكون ذلك صادمًا. إنها مشاعر تعكس ضياع الحب الحقيقي والتقدير العفوي الذي كان يجب أن يجمع العائلة.
نحن الآن في زمن يبدو فيه أن الحب والخير قد تراجعا، وأن صلة الرحم أصبحت مجرد كلمات لا تحمل المعنى الذي كانت عليه في الماضي. ضاعت الروابط كما ضاعت معها الكثير من القيم النبيلة التي نشأنا عليها.
لكن وسط كل هذا الفقد، يجب أن يدرك الإنسان قيمته بنفسه. لا تحتاج إلى تأكيد خارجي من أشخاص قد أصابهم الحسد أو الذين فقدوا القدرة على رؤية النور في إنجازاتك. قيمتك تكمن في داخلك، في علمك، في إنجازاتك، وفي القلب النقي الذي لم يلوثه الحقد أو الغيرة.
صلة الرحم قد تتضاءل في هذا الزمن، لكن يبقى لديك الخيار في الحفاظ على النقاء الداخلي والاستمرار في بناء نفسك بعيدًا عن الضغائن. تذكر دائمًا أن الله يعرف ما في القلوب، وأن الخير الذي تزرعه سيعود إليك يومًا ما.