إساءة استخدام التكنولوجيا ،خطر يهدد الأفراد والمجتمع

كتبت/بسمة رمضان
إساءة استخدام التكنولوجيا: خطر يهدد الأفراد والمجتمع
لم تعد التكنولوجيا في عصرنا الحديث مجرد وسيلة للراحة والتطور، بل أصبحت جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية، تسهّل التواصل والتعليم والعمل، وتختصر المسافات بين البشر. غير أنّ هذا الوجه المضيء للتكنولوجيا يخفي وراءه جانبًا مظلمًا يتمثل في إساءة استخدامها، وهو ما يشكل خطرًا حقيقيًا على الأفراد والمجتمعات.
فبدلًا من أن تكون التكنولوجيا أداة للتقدّم، أصبح البعض يستخدمها في مجالات سلبية مثل التنمّر الإلكتروني، ونشر الشائعات، والاختراق، وسرقة البيانات الشخصية. كما أدّت كثرة الاعتماد عليها إلى ضعف العلاقات الاجتماعية الحقيقية، إذ بات الكثيرون يعيشون في عالمٍ افتراضي بعيدٍ عن التواصل الإنساني المباشر.
ومن صور إساءة الاستخدام أيضًا إدمان الألعاب الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، مما يسبب تراجع التحصيل الدراسي لدى الطلاب، وقلة الإنتاجية في العمل، فضلًا عن التأثيرات النفسية مثل القلق والعزلة والاكتئاب. كذلك، تنتشر المحتويات غير الأخلاقية والمضللة عبر الإنترنت، مما يؤثر سلبًا على قيم المجتمع وأخلاق الشباب.
ولمواجهة هذه الظاهرة، يجب تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الاستخدام الآمن والمسؤول للتكنولوجيا، وتكثيف الرقابة الأسرية والتربوية، ووضع قوانين صارمة تردع من يستغلها في أفعال ضارة. كما ينبغي أن نغرس في الأجيال الجديدة ثقافة “التوازن الرقمي”، بحيث يستخدمون التكنولوجيا كوسيلة للبناء لا للهدم.
في الختام، تبقى التكنولوجيا سلاحًا ذو حدّين، فهي نعمة إذا أحسن الإنسان استخدامها، ونقمة إذا أساء توجيهها. فالمسؤولية تقع علينا جميعًا في أن نستخدمها بحكمة، لنصنع مستقبلًا أفضل لأنفسنا ولمجتمعنا.