مرأة ومنوعات

إهداء الي كل ام واخت وزوجة وابنة.


بسم الله الرحمن الرحيم
 إلى كل أم وأخت وزوجة وإبنة .. تلك النماذج الرائعة للمرأة فى مجتمعنا إلى كل هؤلاء اللاتى شاركن فى تشكيل وتأسيس و تنمية هذا الوطن ..
إلى كل مرأة مصرية أعادت إلينا أرواح أسلافها المذكورات فى القرآن والانجيل و فى عصور مصر القديمة.
﴿فقد وضعت لهن ومن أجلهن هذا البحث﴾
(كثيرون على قيد الحياة  قليلون على قيد الانسانية)
                                                                  ** عمر عزمى أبوسالم**
1-عندما تكون المرأة بصحة جسدية ونفسية سليمة ينعكس ذلك بالتباعية على أبنائها وأسرتها و بالتالى مجتمعها ويظهر ذلك من خلال علاقات جيدة بالمحيطين بها وتخريج أجيال سوية قادرة على التعامل والمشاركة الفعالة في مشكلات المجتمع المحيطة بها لتطويره والنهوض به .
٢- تقوم المرأة بتنشأة نصف المجتمع بالإضافة لكونها النصف الآخر للمجتمع مما يجعلها محور إرتكاز هام وعمود خيمة لبناء الاجيال والمجتمعات ومن ثم لابد من جعلها محور اهتمام وارتكاز تنصب عليه كل جهود الدولة والمجتمع المدني من حيث الاهتمام بصحتها النفسية وبحقوقها في الأمان والعيش والتعليم والتطوير الذاتي  وإذا أردت مجتمع صحيح نفسيآ وفكرياً علينا الاهتمام بالصحة النفسية للمرأة كما انه يجب عليها هي أن تساعد نفسها من داخلها بأنها لا تقلد دون فهم أو دون مشوره لمرجع صادق في نصحه وارشاده وعليها أن لا تدعي أنها عليمة ببواطن الأمور .
٣- الصحة النفسية للمرأة تتعلق بنظرة المرأة لذاتها بالأساس وهذا ينعكس على تقديرها لذاتها أو الانتقاص من شأن نفسها بأنها كائن ناقص لا يستطيع القيام بالدور الفعال في بناء الأسرة والمجتمع وهذا يؤثر علي قدرتها في التأثير الفعال لها في المجتمع لذا ينبغي أن يعمل المجتمع على تعزير تقيم المرأة لنفسها وتحقيق بيئة تسمح لها بأخذ القدر الكافي من الثقة بالنفس ليترسخ عندها أنها ذات قيمة فعالة في المجتمع وأن دورها لا يقل أهمية عن دور الرجل بحيث انها لا تكمل نقصها بوازع داخلي من أن تلقب نفسها بصفات ليست فيها حتي تكمل نقصها الذاتي(تدعي أنها حاصله علي شهادات وتعطي نفسها صفات ليست فيها).
٤- عندما ننظر لمجتمعنا أو معظم المجتمعات العربية نجد أن المرأة قد حققت كثيراً من النجاح و وصلت لمناصب هامة في الدولة كالوزيرة والسفيرة ورغم ذلك – نجد حالة من التقدير السلبي للذات لدى كثير من النساء – وهذا ناتج عن تراكم تاريخي ـ ثقافي مكوناً ومنعكسآ على الجزء الفكري للمرأة فالعقل والثقافة تتعامل معها على انها ( عقل ناقص ) ـ رغم ما تقوم به مجتمعاتنا من التقدم في مجال حقوق المرأة ـ ورغم كونها أصبحت مشاركة اقتصادياً في بناء أسرتها ونجد نساء تعول أسر بالكامل وتفوق في تحملها للمسئولية قدرة بعض الرجال و لكن (تظل النظرة السلبية للمجتمع كونها امرأة ) عاملاً أساسيا في عدم اختلاطها بالمجتمع بشكل سليم ويولد عندها كبتآ – مما يحدث خلل نفسي في تعاملها مع أبنائها و أسرتها و مجتمعها ونجد الامر يزداد سوء لو كانت المرأة تحمل لقب مطلقة أو أرملة .
٥- كيف تكونت تلك النظرة السلبية للمرأة في مجتمعاتنا ؟
– تكون تراكمات موروثة من الجدة و الام إلى البنت من حيث نشأتها علي أنها كائن ناقص الفكر أقل من أخيها الذكر.
 ـ ودائما علي مر التاريخ نجد أن المرأة هي النقطة الأضعف في المجتمعات حتي أثناء الحروب تكون من أولى الضحايا ـ ( كسبى النـساء) .
 – المرأة التي ذهب زوجها  للحرب بقيت بمفردها – تحارب علي المستوى الإنساني والاقتصادي والاجتماعي ولو لم تكن في حالة من القوة النفسية والصحية والفكرية في تقديرها لذاتها وإنها تستطيع أن تنتصر في معركتها تنهزم ولا تستطيع القيام بواجبها إتجاه أبنائها و تدعي أنها تحافظ عليهم بطريقتها الخطأ التي تقنع نفسها بأنها الصواب.
 – ولو مات زوجها تكون في حالة فردية لانها تعودت على رؤية نفسها من خلال الآخر انها ضعيفة ليست كينونتها من ذاتها فتعاني آلام الفقد ويزداد الأمر سوءً في حالة الفقد الاقتصادي.
 – المرأة القوية لاتسمح لنفسها بالهزيمة وتظل تكافح لتصلب من أجل أبنائها ولكنها تظل تُحارب من قبل المجتمع وهذا ينعكس علي صحتها النفسية مما يجعلها تدعي انها قويه وانها الصواب وينعكس ذلك علي اسرتها في انفعالتها في التصرفات معهم لمجرد احساس اسرتها بأنها قوية وصاحبة القرار ولا تقبل النقاش .
٦- إذن متى ستدرك المجتمعات أن الصحة النفسية للمرأة من الصحة النفسية للمجتمع ؟
 – فلازال في العقل الجمعي للمجتمع ( النظرة الدونية للمراة ) .
ـ لذلك لابد ان يشارك المجتمع كله بكامل هيأته على تصحيح تلك المفاهيم التي تؤثر سلبياً على نظرة المرأة لتغير ذاتها وتقوم بحملات التوعية التثقفية والإعلامية وتسخيرها لذلك من خلال الحكومات ـ ومن خلال المجتمع المدنى ومنظماته والجمعيات الأهلية فلابد من عمل خطة متكاملة (لتعزيز التقدير الإيجابي الذاتي للمرأة) وتشعرها بقيمتها وترشدها لأهمية دورها الفعال في تنشأت الاجيال والنهوض بالمجتمعات (ويجب أن تكون هي صادقة مع نفسها ولا يمتلكها الغرور الهدام).
٧- التركيز على دور التربية والتعليم والنشأة من الصغر للبنات على أن لها كيان كامل وعقل كامل كأخيها الذكر فالبنت التي تربت في بيت يحترم عقليتها وكيانها ويمكنها من الثقة بنفسها تكون قادرة على تحمل المسئولية ومواجهة الأزمات من الصغر لانها مكنتها من تكوين صورة ايجابية عن ذاتها كأنثي.
٨- لابد من عمل برنامج لتوعية الأمهات وبمشاركة دور رياض الأطفال لتغير ثقافة الكثير من النسـاء  فالأم لابد أن تقول لبنتها ( أقراى ـ شهادتك – علاقاتك الطيبة مع الاخرين – علاقتك بينك وبين ربك – الحلال- الحرام) لا نتحدث امام البنات بطريقة رجعيه ( أنتي خلقت للزواج) وهذا في إطار يحترم تقاليدنا وعادتنا كمجتمع عربي اسلامي شرقي.
٩-وضع خطة تهدف لتطوير الصحة النفسية للمرأة العادية من أجل تعزيز تقديرها لذاتها وتكون خطة استراتيجية مشجعة لدور المرأة العادية والبنت المصرية على القيام بالدور الإيجابي لها في المجتمع(ترتكز تلك الخطة علي اربع عوامل )
العامل الاول :  تعزيز دور المناهج والتعليم(عامل خارجي).
– والاهتمام خاصة بمرحلة التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي في طرح الأسئلة الهامة لتربية العقلية المتفتحة للفتاة والتي تنمى دور الطموح الداخلى لديها وتعزز من ثقتها بنفسها.
العامل الثانى: تعزيز دور القيم والمبادئ والأخلاقيات والاديان في توضيح أهمية دور المرأة وكيفية التعامل السوي معها والمحافظة عليها وعلى حقوقها وكونها مساوية للرجل في الفكر والعقل وإن اختلفت معه في الأدوار ـ من خلال خطه تشمل ندوات – برامج – دورات تأهيل- وعلام وإعطاء أهمية للعلوم الانسانية كعلم النفس وغيره .
العامل الثالث: من خلال وضع قوانین اکثر تفعيلآ وتطوراً تحترم حقوق المرأة وتعزز ثقتها بنفسها وتفعيل القوانين الاجتماعية التي تحافظ على حقوق المرأة وتجعلها في امان  فالواقع للأسف تقدم علي القانون (نجد حالات المرأة تنفق على بيت كامل وأسرة فيها رجل أو أخوات ذكور) فالواقع الاجتماعي والاقتصادي صار أكثر عبئاً للمرأة.
العامل الرابع: خلق فلسفه لتعزيز دور المرأة في المجتمع والحفاظ على صحتها النفسية حـسب الهوية المصرية ( فمصر بلد اسلامی عربی شرقی وبه أقباط شرقيون) لنا قيمنا وعادتنا وأخلاقياتنا ولابد أن نقوم بتعزيز الصحة النفسية للمرأة من خلال تلك القيم والأخلاقيات المصرية التى لا تتناقض بين حقوق المرأة والعمل على النهوض للصحة النفسية وتزليل الصعاب والضغوط عليها وفوق تلك الهوية.
– تصحيح دور الدين في حياة المرأة والرجل ( عامل داخلي ) في كثير من النساء والرجال إنطباع مغلوط علي أن الدين جاء ليحط من شأن المرأة ويرفع من شأن الرجل  ( حشا لله ) فقد أكد الاسلام ان الرجل والمرأة سـواء في الإنسانية وجعل سورة كاملة في كتابه المقدس باسم سورة النـساء بدأها.
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالي ﴿يا أيُّها النّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكم مِن نَفْسٍ واحِدَةٍ وخَلَقَ مِنها زَوْجَها وبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثِيرًا ونِساءً﴾
– فالرجل والمرأة من أصل واحد ـ ولو كانت بلا عقل أو بعقل ناقص فلما تحاسب كالرجل فكان من الأولى سقوط الحساب الالهي الرباني لها في الآخرة وقد أعطاها الإسلام تكريماً وأوصى الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) بالـنساء وأمر الرجال بحسن معاشرتهن و حافظ علي مكانتها کأم وزوجة وابنة وأعطاها حقها في الميراث بعد أن لم يكن لها حق في الجاهلية ـ ولها ذمة مالية منفصلة هذا عن الاسلام و بالتأكيد الأخوة الأقباط عندهم من بعض الآيات في كتابهم المقدس ما يرفعون به الحرج عن المرأة في تعزير ثقتها بنفسها.
ولهذا كله فيجب علي المرأة أن لا تدعي المعرفة عن جهل ولا تعطي لنفسها صفة ليست فيها حتي تصبح سيدة سوية في المجتمع لتربي ابنائاً سويين .
وهذه نبذه بسيطة ( المرأة سر الصحة النفسية للمجتمع)
                  **عمر عزمي أبوسالم**

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى