مقالات وآراء

لا تزوجوا بناتكم لأشباه الرجال



بقلم د. مؤمنة محمد طعيمة
لا تزوجوا بناتكم لأشباه الرجال
عندما يغيب السند، ويموت الاحتواء، وتضيع الحماية بين أنانية البعض وجهل الآخرين، تكون النتيجة مأساة… تمامًا كما حدث مع أسماء، تلك العروس التي لم يكتمل فرحها، ولم تذق من الزواج سوى وجع الخذلان.
البداية كانت حلمًا…
أسماء، فتاة متعلمة حالمة، أحبّت بصدق، وآمنت أن الحب وحده يكفي ليبني بيتًا سعيدًا. تحدّت الفارق في التعليم والمستوى، وأصرت أن تتزوج بمن رأت فيه رجلاً بسيطًا لكنه “يحبها”.
لكنها لم تعلم أن الحب بلا رجولة تحمي ولا موقف يسند هو حبّ ناقص، وأن الضعف في المواقف يقتل المرأة أكثر من أي كلمة قاسية.
بداية النهاية
لم تمضِ سوى أسابيع قليلة حتى بدأت الخلافات تتسلل إلى البيت الصغير، لتتحول الحياة التي حلمت بها إلى سجن من القهر والتدخلات.
طالَبها أهل الزوج أن تعمل في ما لا يليق بها، وكُلّفت بما لا تطيق، ولم تجد من زوجها من يضع حدًا لتلك الإهانات.
وعندما تعود المرأة إلى بيتها مكسورة الخاطر، باكية الفقد قبل أن تفقد، فهي لا تهرب من زوجها، بل تهرب من وجع عدم وجوده في صفها.
النهاية الصادمة
في لحظة ضعفٍ وغياب عقلٍ أثقلته الهموم، قررت أسماء أن تُنهي حكايتها على ضفاف “بحر يوسف”.
ألقت بنفسها، بعد أن وضعت مصحفها وهاتفها وذهبها بجوارها، كأنها تودع الدنيا وهي على يقين أن الله وحده يعلم ما في قلبها.
ربطت ثوبها حتى لا ينكشف جسدها بعد موتها… فتاة تموت بحياءٍ كانت تبحث عن حياةٍ كريمة.
رسائل إلى كل فتاة:
1. لا تتزوجي بدافع العاطفة فقط، فالحب الحقيقي يُقاس بالفعل لا بالكلام.
2. اختاري من يكون لكِ سندًا وقت الشدّة، لا من يتوارى خلف أمه أو أسرته.
3. الرجل ليس بماله ولا بمنصبه، بل بموقفه وشهامته وقدرته على حماية أنثاه.
4. لا تجعلي الزواج نهاية أحلامك، بل محطة تضيف لقيمتك لا تنتقص منها.
5. إذا شعرتِ بالظلم أو القهر، الجئي إلى الله ثم إلى من تثقين في حكمتهم — فالحياة لا تتوقف عند شخص، مهما أحببناه.
رسالة إلى الآباء والأمهات:
تأنّوا في تزويج بناتكم، لا تنظروا فقط إلى من “طرق الباب”، بل إلى من يستطيع أن يكون ظلًا آمنًا لها في لحظات الضعف.
فليس كل من تقدم رجلًا، فمن الرجال من لا يحمل من الرجولة إلا الاسم.
ختامًا:
أسماء ليست حالة فردية، بل هي جرس إنذار لكل أسرة، ولكل فتاة تظن أن التضحية بلا حدود ستصنع لها السعادة.
احفظي نفسك، وارفعي من قيمتك، وكوني لنفسك سندًا قبل أن تبحثي عمن يسندك.
فمن لا يحميكِ حيّة، لا يستحق دموعك بعد رحيلك.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى