متنوع

أيها الآباء والأبناء ما زال في الوقت بقية


كتبت د/مؤمنه محمد طعيمه
أيها الآباء والأبناء ما زال في الوقت بقية
ليس كل أبٍ على قيد الحياة يُسمى “حاضرًا” في حياة أبنائه.
هناك من يعيش بينهم جسدًا فقط… غائب عن تفاصيلهم، لا يعرف ماذا يحبون ولا ما يكرهون، لم يسمع منهم حكاية يومهم، ولم يمسح دمعة سقطت على خدهم في لحظة وجع.
هؤلاء الآباء يظنون –خطأً– أن دورهم ينحصر في توفير الطعام والشراب أو دفع المصروفات، وكأن الأبوة مجرد فاتورة تُسدَّد آخر الشهر.
لكن الحقيقة أبعد من ذلك بكثير… الأبوة حضور، كلمة طيبة، يد على الكتف، دعم في لحظة ضعف، فخر في ساعة نجاح، وصوت يقول لابنه أو ابنته: أنا هنا بجانبك، لا تخف.
أيها الأب…
اعلم أن الغياب العاطفي أقسى من الغياب الجسدي، وأن الفراغ الذي تتركه في حياة أبنائك لن تملأه الأموال، ولا الأصدقاء، ولا حتى الزمن.
غدًا قد تبحث عن أبنائك فلا تجدهم… ليس لأنهم رحلوا عن الدنيا، بل لأنهم بنوا جدارًا من الجفاء بينك وبينهم، جدارًا صنعته بيديك دون أن تشعر.
قبل أن يفوت الأوان، التفت إليهم.
اسمعهم، شاركهم، ابتسم لهم، احتضنهم، قل لهم ببساطة: أنا أحبكم وفخور بكم.
لا تجعلهم يتذكرونك كظل بعيد، بل كروح أضاءت حياتهم.
الأبوة ليست لقبًا يُمنح، بل رسالة ومسؤولية، وإن قصّرت فيها اليوم ستدفع ثمنها غدًا بدموع الندم ووحدة الشيخوخة.
نصيحتي لكل أب:
لا تنتظر أن يأتي أولادك إليك، بل اذهب أنت إليهم… ابني معهم ذكرى واحدة اليوم، أفضل من ألف اعتذار غدًا.
فالأب الذي يغيب عن حياة أبنائه وهو حيّ، أشد قسوة من الأب الذي غاب بالموت.

ولكن على الأبناء دورا كبيرا وهو الإحسان إلى الوالدين الأب والأم، فقد أمر الله عز وجل بالإحسان إليهما حيث قال سبحانه ” وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا”
فهذا أمر من رب البرية بضرورة معاملة الأبناء للآباء بالحسنى والبر والإحسان إليهما وعلى الآياء مراعاة الأبناء والسعى عليهم وتوجيههم ومشاركتهم أفراحهم وأتراحهم ،فالأمر ليس على إطلاقة ولكن على كل دور وواجب ،ولذلك نجد كثيرا من الأبناء عاقين لآبائهم وأمهاتهم رغم وجودهم وجودا حقيقيا وإيجابيا فى حياة الأبناء ورغم ذلك يسيئون لهم، فلو عرف الأبناء واجبهم نحو الوالدين وعرف الأباء والأمهات دورهم تجاه أبنائهم لأستقامت الحياة هنا وهناك!


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى