الصحة والتعليم

الثانوية العامة، بين توتر الأهالي وضغط الطلاب


كتبت ٠رشا خضير
الثانوية العامة.. بين توتر الأهالي وضغط الطلاب
مع بداية كل عام دراسي، وتحديدًا في موسم الثانوية العامة، يعيش المجتمع المصري حالة من القلق الجماعي، يتصدرها توتر الأهالي، ويقع ضحيته الأساسية الطالب الذي يتحمل عبء أحلام الأسرة، وضغوط المجتمع، والخوف من المستقبل.
ضغط نفسي مضاعف
الثانوية العامة لم تعد مجرد سنة دراسية، بل أصبحت معركة نفسية يخوضها الطالب يوميًا. ومع كل لحظة توتر يظهرها الأهل، يزداد الضغط على الطالب، الذي يتحول من شاب أو فتاة في سن المراهقة إلى آلة للذاكرة، محروم من الراحة، والهوايات، وحتى أبسط حقوقه في النوم أو الترفيه.
قلق الأهل مشروع.. لكن!
من الطبيعي أن يقلق الأهل على مستقبل أبنائهم، ولكن حين يتحول هذا القلق إلى صراخ دائم، ومقارنات مستمرة مع الآخرين، ورسائل غير مباشرة بأن “حياتك كلها متوقفة على المجموع”، يصبح هذا القلق سببًا رئيسيًا في اضطراب الطالب نفسيًا، وقد يؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس، أو حتى الاكتئاب.
رسالة إلى الأهل
الثقة، والدعم النفسي، والتقدير لجهود الطالب، أهم بكثير من الدروس الخصوصية أو الجدول الصارم. فالطالب الذي يشعر بالأمان والدعم من أسرته، يصبح أكثر قدرة على الإنجاز، وأكثر تحملًا للضغوط.
حان وقت التغيير
الثانوية العامة مرحلة مهمة، لكنها ليست نهاية الطريق. هناك طلاب لم يحققوا المجاميع العالية، ونجحوا في الحياة. وهناك من تفوقوا في الدراسة، لكنهم تعثروا لاحقًا. النجاح الحقيقي هو بناء شخصية متزنة، قادرة على اتخاذ القرار، ومواجهة الحياة بثقة وهدوء.
رأي الخبير النفسي
يؤكد الدكتور أحمد فاروق، أخصائي الطب النفسي للأطفال والمراهقين، أن توتر الأهل الزائد في فترة الثانوية العامة يُعد من أكثر العوامل المسببة للقلق النفسي واضطرابات النوم والتركيز لدى الطلاب. ويوضح:
“الطالب في هذه المرحلة يحتاج إلى دعم عاطفي ومساندة، لا إلى تهديد وتخويف. من المهم أن يشعر أن أسرته تثق فيه، وتؤمن بأنه يبذل جهده، بغض النظر عن النتيجة.”
وينصح الأهل بتوفير أجواء هادئة، وتجنب الضغط الزائد، مع أهمية التواصل الإيجابي والمكافأة على الجهد وليس فقط على الدرجات.
رسالة أمل إلى الطلاب
إلى كل طالب وطالبة في الثانوية العامة: أنتم لستم مجرد درجات في ورقة، أنتم أحلام وطموحات ومواهب، ولكل واحد منكم طريقه الخاص نحو النجاح. لا تجعلوا القلق يسرق منكم أجمل سنوات العمر. اجتهدوا، ولكن لا تنسوا أن تستمتعوا بالحياة، وتثقوا بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى