العلاقات المتقطعة
كتبت: هند جمال
العلاقات المتقطعة
ما هو تحليل علم النفس في العلاقات المتقطعة
العلاقات المتقطعة (On-off relationships):
لماذا نرجع لنفس الشخص رغم الألم؟!
أنا مريت بعلاقات كتير في حياتي… الحب، الشغف، الخذلان، الاشتياق، الرجوع، والانسحاب… وكل علاقة كانت مختلفة عن اللي قبلها. لكن أكثر شيء شفته يتكرر – معايا ومع الناس اللي حولي – هو العلاقة اللي ما بتموتش، لكنها ما بتعيشش كمان!
بنفترق… ونرجع. نكره… ونشتاق. نحلف إنها النهاية… ونرجع نبعث “وحشتيني “.
سؤالك الآن ممكن يكون: “ليه؟ ليه بنرجع؟ ليه منقدرش نكمل؟”
التفسير النفسي والواقعي:
العلاقات المتقطعة مش مجرد ضعف أو تعلق… ده أعمق من كده:
1. الإدمان العاطفي (Emotional Addiction)
في علم النفس، الرجوع المتكرر لنفس الشخص رغم الألم يُفسَّر أحيانًا بأنه إدمان.
العقل بيتعلق بالمشاعر المتطرفة: لحظات السعادة الكبيرة والألم الشديد بيخلّوا المخ يفرز “الدوبامين” و”الأوكسيتوسين”، وده بيخلق ارتباط كيميائي بالشخص.
2. الخوف من المجهول (Fear of the Unknown)
حتى لو الشخص مؤذي أو العلاقة سامة… في شعور بالخوف من الوحدة، من الفقد، من الابتداء من جديد.
“اللي نعرفه أحسن من اللي منعرفوش”… وده بيخلينا نرجع.
3. النوستالجيا الانتقائية (Selective Nostalgia)
عقلنا بينسى الألم بسرعة، ويفضل يفتكر الضحكة، الرسالة الحلوة، لحظة الحضن… بنفتكر النُتف الجميلة وننسى ليه سِبنا.
4. الجرح اللي مفتوح ولسه ما اتقفلش
العلاقات اللي بتخلص فجأة أو بدون وضوح بتخلّي في رغبة نرجع نكمل اللي ما اكتملش… نحاول “نفهم”، “نصلح”، أو حتى ناخد “الحق”.
طب وده كويس ولا لأ؟
بصراحة… مش دايمًا.
الرجوع المتكرر بيستنزف طاقتك، بيكسر ثقتك بنفسك، وبيخليك دايمًا في حالة “تأجيل للحياة”.
وأسوأ حاجة؟ إن العلاقة المتقطعة بتخليك ترفض تبدأ علاقة جديدة سليمة… لأنك “لسه ماسِك في القديم”.
لكن في بعض الحالات النادرة… لما يكون الاتنين اتطوروا فعلاً، وحصلت مصارحة حقيقية، وسلوكيات اتغيرت… ممكن العلاقة دي ترجع تكون قوية. بس ده مش يحصل إلا لو الطرفين تعبوا على نفسهم.
نصيحتي من القلب وبخبرتي:
لو رجعت لنفس الشخص، اسأل نفسك قبل أي شيء:
1- هل رجعت لأنك بتحبه، ولا لأنك مش قادر تكون لوحدك؟
2- هل رجعت لأنكم نضجتوا، ولا لأنك ما لقيتش غيره؟
3- هل العلاقة دي بتقوّيك ولا بتكسرك؟
ارجع فقط إذا فيه تغيير حقيقي، مش مجرد اشتياق لحاجة انتهت.
في النهاية:
العلاقة المتقطعة زي النار…
تدفّي أحيانًا، لكنها في الأغلب بتحرق.
اختار نفسك، اختار سلامك النفسي، واختار تبني علاقة ما تكونش “نقطة رجوع”، بل “طريق مشترك لقدّام”. عنه