كيف نقوم بتحديد الإستثمار الأمثل؟!
كتب : كريم أحمد
كيف نقوم بتحديد الإستثمار الأمثل؟!
هذا السؤال الذي يحمل بعدا إقتصاديا يختلف بحسب كل نظام إقتصادي تسلكه الدوله وتتخذه سياسة عامة على عاتقها كما وأنه يتفرع أسئلة أخرى هو كيف استثمر وكيف استطيع أن أبدأ الإستثمار ،، وإليك عزيزي القاريء تلك الإجابات التي تحدد الإستثمار الأمثل والمربح بحسب كل نظام إقتصادي تسلكه الدوله،، وهي الأتي :
أولا : النظام الرأسمالي
والإستثمار الأمثل والذي يحقق مزيد من الأرباح وفقا لهذا النظام يستند إلى ثلاثة ركائز مهمه وهي :
١- إرتفاع حجم المخاطر والتحديات القانونيه والسياسيه والأمنيه والماليه حيث أن هذه المخاطر والتحديات تمثل حافزا إقتصاديا جيدا وفرصة واعدة للإستثمار وجنى مزيدا من الأرباح،، حيث أن كل مخاطرة وتحدي إقتصادي يقابله فرصة إستثماريه مربحه..
٢- النفعية الأنانيه حيث أن الإستثمار الأمثل هو الذي يسعي إلى تعظيم قيمة المنافع والمكاسب الشخصية الأنانية والأهداف الإستراتيجية الخاصة بالمستثمر التي تحقق له قيمه الذاتيه والشخصيه ..
٣-إمتلاك المهارات الإداريه والتنظيميه التي تمكن المستثمر من إدارة المخاطر والتحديات وكيفية تجاوزها والتعامل معها بشكل جيد يضمن تحقيق أعلى ربحية وكذا القدرة على التعامل مع المنافسين بالسوق ..
ثانيا : النظام الشيوعي
والإستثمار الأمثل الذي يضمن منه جنى الأرباح وفقا لهذا النظام هو ذلك الإستثمار الذي يستند إلى فكرة إنتاجيه وصناعية جديده غير موجودة بالسوق ولم يسبق إلى تنفيذها أحد وذلك ضمن عمليات البحوث والتطوير الإنتاجيه والتقنية وهو الذي من شأنه أن ينتج إستثمارا مربحا بعيدا عن عامل المخاطر المرتفعة وحرب المنافسين التجارية ..
ثالثا : النظام الإسلامي
ووفقا لهذا النظام فإن الإستثمار الأمثل والمربح هو الذي يكون بحسب عرف الناس الذي ألفوه ودأبوا عليه زمانا متصلا من غير إنقطاع،، وذلك حسب القاعدة الفقهية ( المعروف عرفا كالمشروع شرعا) وذلك شريطة أن لاينطوي هذا العرف على عمل محرم بنص قطعي أو محظورا بنسخ أو على ضرر يصيب المجتمع وفقا للقاعدة النبوية (لاضرر ولا ضرار)،، وعليه فإنه في ظل تحقيق مبدأ العرف لايمكن أبدا بأي حال من الأحوال أن يتم في الحسبان عامل المخاطرة والقدرة على التعامل مع المنافسين كما في النظام الرأسمالي،،
حيث أنه يمكن تحقيق أفضل إستثمار بأفضل أرباح من غير أي مخاطر أو منافسات تجارية شرسة،،
والعرف نوعان عرف عام على مستوى البلد وعرف خاص على مستوى عائلة معينة أو مدينة معينة ،،
وذلك كإشتهار فلسطين وليبيا بإستخراج زيت الزيتون،،
وإشتهار سورية والأردن بتشكيل خشب الساج والماهوجني في صناعة الأثاث المنزلي، وكذلك إستخراج الصمغ العربي من أشجار السلط،،
وإشتهار الصين بزراعة الأرز،،
وإشتهار الهند بصناعة الحرير والبهارات وإستخراج زيت العود الهندي ،،
وإشتهار بريطانيا بحرفة صيد الأسماك وبيعها ،،
وإشتهار اليمن والبرازيل بصناعة البن اليمني والبن البرازيلي
وإشتهار مدينة دمياط في مصر بصناعة الأثاث وبيعه ،،
وإشتهار الأناضول (تركيا) بالتعدين وإستخراج المعادن وكذلك زراعة الأشجار وإقامة الحدائق بسبب غزارة الأمطار ووقوعها على أرض مرتفعه عن سطح البحر ،،
وإشتهار لبنان بالنشاط السياحي لما فيها من وفرة المناظر الطبيعية الخلابه ..
وكل بلد يشتهر بنشاط إقتصادي معين فهو ناتج عن عرف الناس وكذلك العوامل الجغرافية التي تساهم في تشكيل هذا العرف كسلوك إقتصادي ينبني عليه الإستثمار الأمثل وجنى الأرباح..