مقالات وآراء

القلق العدو الخفى فى زمن السرعة



كتبت : سميرة وجيه
أخصائية نفسية
“القلق ،العدو الخفي في زمن السرعة،
في عالم يركض ولا ينتظر أحدًا، أصبح القلق رفيقًا دائمًا للكثيرين. بين ضغوط العمل، متطلبات الحياة، وتوقعات المجتمع، يعيش الإنسان في دوامة من التفكير المفرط والخوف من المجهول. لكن هل القلق أصبح طبيعة بشرية؟ أم أنه علامة على أن النفس تنادي بالنجدة؟
القلق ليس ضعفًا، بل هو إنذار داخلي. أجراس الخطر تدق حينما تتراكم الضغوط وتتجاهل النفس احتياجاتها. يشعر الإنسان حينها بانقباض في الصدر، توتر في الأعصاب، واضطراب في النوم. يتغير المزاج، وتقل القدرة على التركيز، ويبدأ الجسم في إعلان احتجاجه بصمت.
العجيب أن كثيرًا من المصابين بالقلق لا يدركون ذلك. يظنون أنه مجرد تعب أو ضيق عابر. بينما الحقيقة أن العقل قد دخل بالفعل في دائرة مغلقة من القلق المزمن. وهنا يأتي السؤال الأهم: هل يمكننا الخروج؟
الشفاء من القلق يبدأ بالاعتراف به، والوعي بأسبابه. ثم تأتي الخطوة الأهم: احتواء النفس لا محاسبتها. لا بأس أن تتعب، لا بأس أن تبكي، لا بأس أن تطلب المساعدة. فالقوة ليست في الكتمان، بل في المواجهة.
الدعم النفسي، سواء من مختص أو من دائرة الأمان المحيطة بنا، يصنع فارقًا كبيرًا. أيضًا، العادات اليومية مثل الرياضة، التغذية السليمة، والتأمل، لها تأثير ساحر في تهدئة العقل واستعادة السلام الداخلي.
نحن لسنا آلات. نحن بشر، نخطئ ونضعف ونقلق. ولكننا أيضًا نملك القدرة على النهوض، والشفاء، والاستمرار.
في زمن السرعة، لا تنس أن تهدأ… لا تنس أن تعتني بنفسك.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى