الاقتصاد

الغلاء ضيفا ثقيلا ويئن منه الجميع


كتب: محمود عقل
الغلاء كابوس العصر وضريبة للإضطرابات التى تحدث فى
المنطقة وفى كل أنحاء العالم .
وتتغير موازين الاقتصاد العالمي .
أصبح الغلاء ضيفاً ثقيلاً لايغادر بيوت الناس بل يزيد من تفاصيل حياتهم اليومية،لم يعد الغلاء ظاهرة مؤقتة بل أصبح واقع مستمر ينهك الجيوب ويثقل كاهل الأسر وخاصة ذات الدخل المحدود .للغلاء أسباب متعددة ومتداخلة تبدأ من السياسات الاقتصادية الدولية كالتضخم العالمي
وتقلبات أسعار النفط والحاجات الأساسية ولاتنتهي عند ذلك بل تشمل السياسات المحلية من فقر التخطيط السليم وعدم وجود رقابة علي الأسواق ونود أن يكون هناك إحكاما ومراقبة للسوق بشكل مستمر.
وللازمات أيضاً دور في هذه الحالة كجائحة كورونا والحروب الإقليمية هنا وهناك.
وهذا ينعكس بشكل مباشر علي إرتفاع أسعار السلع والخدمات،والطبقات الفقيرة والمتوسطة هي الأكثر تضرراً من هذا الغلاء،حيث تتآكل قدراتهم الشرائية.
ويتحول تأمين حاجاتهم الأساسية تحد يومي ،وفي المقابل نجد أن هناك من يستغل حاجاتهم لتحقيق أرباح وزيادة في ثرواتهم علي حساب هذه الفئات فى ظل ضعف الرقابة .
في ظل ضعف الرقابة ووجود الثغرات.
ويجب علينا جميعاً مواجهة هذا التحدي
بتضافر الجهود بين الدولة والمجتمع المدني.ووضع خطط
إقتصادية طويلة المدى تركز علي الإنتاج المحلي ومراقبة الأسواق وتدعم الفئات الضعيفة والأكثر إحتياجا.
كما أن المستهلك له دور أساسي وهو وعيه في مقاومة جشع بعض التجار،وترشيد الإنفاق والبحث عن بدائل.
الغلاء ليس قدرا بل نتيجة لمجموعة من القرارات والظروف التي يمكن تصحيح مسارها وواجب المجتمع أن يسهم في بناء اقتصاد قوى ومستقر حتي لا يبقي الغلاء شبحا يهدد إستقرار المجتمعات ومستقبل الأجيال.
إن الإسلام يحرم ويجرم إحتكار السلع والغش،ووجه القادرين على مساعدة المحتاجين.
أن التضامن والتكافل من قيم الإسلام العظيمة،فحين يشتد الضيق يكون العطاء أبلغ من الكلام.
إننا نعيش زمن يتطلب وعيا كبيرا ومسؤولية مشتركةحتي لايصبح الغلاء سبباً في إنهيار القيم وتفكك المجتمع ،فالعدالة المعيشية ليست ترفا،بل حق إنساني وركيزة أساسية للاستقرار والسلام .


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى