الأم الغيورة،،هل حبك لإبنك يدمر حياته؟
كتبت د/مؤمنه محمد طعيمه
الأمومة أسمى معاني الحب والعطاء، ولكن ماذا لو تحول هذا الحب إلى غيرة مفرطة تدمر حياة ابنك الزوجية؟ هناك أمهات يتملكهن الخوف من أن تفقد مكانتهن في قلب أبنائهن بعد الزواج، فيبدأن بفرض سيطرتهن على حياة الابن، حتى لو كان الثمن سعادته واستقرار زواجه.
عزيزتي الأم، حين تمنعين ابنك من التعبير عن مشاعره لزوجته بحجة “لا تفرحها عليك”، أو تسدين أذنيه بنصائح مغلوطة تدفعه إلى الجفاء والبرود، فإنكِ تدفعينه دون أن تدري نحو انهيار حياته الزوجية. الزوجة تحتاج إلى الحب، إلى الكلمة الطيبة، إلى الشعور بالأمان العاطفي، فحين تمنعين هذا، أنتِ تخلقين بينهما فجوة يصعب ترميمها.
ابنكِ ليس ملكًا لكِ وحدكِ، هو رجل اختار أن يبني بيتًا جديدًا، وزوجته ليست عدوة لكِ، بل شريكة لحياته. بدلاً من أن تفسدي علاقته بها، ساعديه على أن يكون زوجًا ناجحًا وسعيدًا. كوني داعمة، لا مدمرة. فحين تنهار حياة ابنك الزوجية بسبب تدخلك، هل سيكون سعيدًا؟ أم ستجدينه محطمًا يتألم لفقدان شريكة حياته؟
تذكري أن الزوجة المظلومة، التي لا تجد الحب والاهتمام من زوجها بسبب تدخلك، قد تطلب الطلاق، ليس لأنها لا تحبه، ولكن لأنها لم تجد نفسها في هذا الزواج. وحينها، أنتِ من ستتحملين مسؤولية هذا الخراب.
امنحي ابنك الفرصة ليعيش حياته بسعادة، كوني سندًا لا عبئًا. وبدلاً من الغيرة، ازرعي الحب والتفاهم، فبذلك فقط، ستكسبين ابنك وزوجته وستنعمين بأسرة مستقرة مليئة بالمودة والرحمة.