مقالات وآراء

مواقف تكشف معادن البشر!



بقلم د/مؤمنه محمد طعيمه
الحياة ليست سوى مسرحٍ واسع، تتبدّل فيه الأدوار وتتغيّر الوجوه، لكنها في جوهرها تظل الاختبار الحقيقي للعلاقات الإنسانية. كم من أشخاصٍ ظننا أنهم حصن الأمان، فإذا بالمواقف تهزّ أقنعتهم وتسقطهم من أعيننا؟ وكم من أناسٍ لم نلتفت إليهم، لكن الأيام أثبتت أنهم النقاء في زمن المصالح؟

هناك لحظات في حياتنا تكشف لنا معادن الآخرين دون أن نطلب، لحظات نكون فيها بحاجةٍ إلى كلمة، إلى وقفة صادقة، إلى دعمٍ غير مشروط. حينها فقط، تتجلّى الحقائق، فنكتشف من كان معنا حقًا ومن كان مجرد عابر سبيل، من كان يدّعي القرب وهو أبعد ما يكون، ومن كان بسيطًا في حضوره لكنه عظيمٌ في أفعاله.

لا شيء يوجع الروح أكثر من خذلان من وثقنا بهم، ولا شيء يدفئ القلب أكثر من شخصٍ لم يكن في الحسبان لكنه وقف كالجبل في العاصفة، لم يتركنا وقت الحاجة، لم يتغيّر مع تغير الظروف، لم يكن انتقائيًا في دعمه لنا. هؤلاء هم الأوفياء بحق، الذين يستحقون مكانًا في قلوبنا، أما أولئك الذين انسحبوا عند أول اختبار، فقد منحونا هديةً ثمينة: درسٌ لن ننساه أبدًا.
الحياة ليست بعدد من حولك، بل بصدق من معك. لا تحزن على من غادر، ولا تركض خلف من تخلّى، بل امتن لمن بقي رغم العثرات، لمن اختارك في ضعفك قبل قوتك، لمن لم يتركك رغم أن الرحيل كان خيارًا سهلًا. هؤلاء وحدهم، هم الحقيقة الوحيدة في عالمٍ مليءٍ بالزيف.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى