بقلم د. مؤمنه محمد طعيمه
ابن الأصول.. جوهرة نادرة في زمن المتغيرات
ابن الأصول ليس مجرد لقب أو صفة عابرة، بل هو منظومة قيم ومبادئ تتجسد في شخص يترك بصمة في قلوب من حوله، يجبرك على احترامه، ويُشعرك بأن الدنيا لا تزال بخير. هو ذاك الإنسان الذي يملك إرثًا من الأخلاق والتربية النبيلة، لا تنالها أموال ولا تُعوضها ألقاب.
ابن الأصول.. قلبٌ لا ينسى الفضل
ابن الأصول لا ينكر فضل الله عليه ولا ينسى من وقف بجانبه يومًا. يرى العشرة ميثاقًا مقدسًا، ويظل وفيًّا لها حتى اللحظة الأخيرة. حين تحتاجه في الشدة، تجده أمامك قبل أن تطلب، حاضرًا بيديه وقلبه، يسندك كأنك جزء منه.
أخلاقه تتحدث عنه
لا يرد الأذى بالأذى؛ لأن كرامته وطيب أصله يمنعانه من الانحدار إلى مستوى الجاهلين. يعتذر بصدق عندما يُخطئ، فهو شجاع أمام أخطائه، يعرف كيف يعترف ويُصحّح، ولا يُكرر ذات الخطأ مرة أخرى.
صاحب العطاء بلا مقابل
ابن الأصول يعطي دون انتظار. كرمُه فطري، يمنح بلا حساب، يساعد الجميع دون أن ينتظر كلمة شكر. وإن ظُلم، لا يلجأ إلى الظلم، بل يترك أمره لله، فهو واثق بأن الحق يعود لأصحابه.
صديق وفيّ وزميل نقي
الصداقة عنده مسؤولية وأمانة، لا يخونها ولا يبيعها مهما كانت المغريات. في الأوقات الصعبة، تجده أول من يواسيك وأول من يفرح لفرحك بصدق. ضميره هو منارة تُرشده في كل تعاملاته، فلا يُسلم أذنه للحديث المُغرض ولا يسمح لنفسه بالخوض في حوارات بلا قيمة.
لا يعرف الخيانة ولا الانتهازية
ابن الأصول لا يعرف استغلال الفرص على حساب الآخرين، ولا يُجيد الخداع أو الالتفاف. كلمته واحدة، ووجهه واضح. إن قرر أن يعاتب، يُكرر عتابه مرة واثنتين وثلاثة، فهو لا يفرط بسهولة في علاقاته، ولكن إذا أدار ظهره، فلا رجعة.
رجل الكرم والشبعان بعينه
كرامته لديه رقم واحد، ونفسه عزيزة عليه. يشبع مما لديه، لا يُطيل النظر فيما يمتلكه الآخرون، ويحب الخير لكل من حوله، دون أن ينتظر مقابلًا.
الأخلاق قبل المظاهر
ابن الأصول ليس بالضرورة من يرتدي أغلى الملابس أو يتحدث أكثر من لغة، ولا هو من ينتمي لعائلة مرموقة أو يقود أحدث السيارات. بل هو ذاك الإنسان البسيط في شكله، العظيم في داخله، الذي ترى في أفعاله عظمة أصله ونقاء قلبه.
درس للجميع
إن صادفت ابن أصول في حياتك، فتمسك به جيدًا، فهو كنز نادر في زمن المتغيرات. واحرص أن تكون أنت أيضًا ابن أصول في أفعالك وتصرفاتك، فالأصل الطيب يبقى ما بقيت الدنيا.
في النهاية، ابن الأصول لا يحتاج تعريفًا من أحد، بل أفعاله وأخلاقه تُحدثان عنه. هو الإنسان الذي يصنع الفارق أينما حلّ، ويترك أثرًا طيبًا أينما ذهب.
