مهارات المهنة والحياة هي أساس لتحقيق حياة متوازنة ومرضية.

*بقلم أ.د/سيد خضر
في عالم يتغير بوتيرة سريعة وتتصاعد فيه المتطلبات والتحديات المهنية، فأصبحت المهارات الحياتية والمهنية أكثر أهمية من أي وقت مضى، فلم يعد النجاح في الحياة المهنية يعتمد فقط على المهارات التقنية أو المعرفة الأكاديمية، بل يتطلب أيضًا مجموعة متنوعة من المهارات الحياتية التي تساعد الأفراد على حل المشكلات والتكيف مع التغيرات، ، والتواصل الفعال، فهذه المهارات تساهم في إعداد الأفراد ليكونوا جاهزين ليس فقط للعمل ولكن للحياة بشكل عام.
فمهارات المهنة والحياة هي مجموعة من القدرات والمعارف والسلوكيات التي تساعد الأفراد على التفاعل بنجاح مع متطلبات العمل والحياة اليومية ، فتشمل هذه المهارات العمل الجماعي وإدارة الوقت والتواصل الفعال، وحل المشكلات، ، والتفكير الناقد، والتكيف مع التغيرات، فتتداخل المهارات المهنية والحياتية في جوانب عديدة، حيث يساهم اكتساب مهارات حياتية قوية في تعزيز الأداء المهني، والعكس صحيح.
ومن أهم مهارات المهنة والحياة هي، القدرة على التكيف مع التغيرات فهي مهارة حياتية مهمة جدًا في العصر الحديث في سوق العمل المتغير باستمرار، فيحتاج الأفراد إلى القدرة على التكيف مع أساليب عمل مختلفة وتقنيات جديدة، ، وبيئات ثقافية متنوعة تساعد على زيادة فرص النجاح في الحياة المهنية والتميز في العمل، والتواصل الفعال هو حجر الزاوية في بناء علاقات مهنية ناجحة سواء كان التواصل كتابيًا أو شفهيًا، فإن القدرة على التعبير بوضوح والاستماع بفعالية يساهم في تحسين التعاون وتحقيق الأهداف المشتركة، والتواصل الفعال ليس فقط مهارة مهنية بل هو أيضًا مهارة حياتية تساهم في تحسين العلاقات الاجتماعية والشخصية ، وإدارة الوقت بفعالية تساعد على تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية في بيئة العمل، كما تعزز مهارة إدارة الوقت القدرة على الإنجاز وزيادة الإنتاجية التي تساعد في تقليل التوتر وتحسين الصحة النفسية من خلال تحديد الأولويات وتنظيم المهام.
ومن اهم المهارات الحياتية التي تعزز الجاهزية للعمل القدرة على العمل ضمن فريق هي مهارة حاسمة في الحياة المهنية، فالعمل الجماعي يتطلب الاحترام المتبادل والتعاون، ، والقدرة على التعامل مع شخصيات مختلفة، حيث تعزز هذه المهارة من قدرة الفرد على تحقيق أهداف مشتركة وتطوير علاقات عمل إيجابية، كما ان الابتكار والإبداع هما مفتاح التميز في العمل والحياة، فالقدرة على التفكير بطرق جديدة وابتكار حلول غير تقليدية تعزز من فرص النجاح المهني، والقدرة على التعرف على العواطف وفهمها وإدارتها بفعالية في بيئة العمل، يساهم في تحسين التفاعل مع الزملاء، وإدارة الصراعات، وتحفيز الآخرين.
فإن تطوير مهارات المهنة والحياة يجعل الأفراد أكثر جاهزية لمواجهة تحديات الحياة اليومية والعمل بنجاح، من خلال اكتساب هذه المهارات، يصبح الأفراد أكثر قدرة على تحقيق أهدافهم المهنية والتكيف مع التغيرات، ، والعيش حياة مرضية ومتوازنة ، والاستثمار في تطوير هذه المهارات لا يقتصر على تحقيق النجاح المهني فحسب، بل يساهم أيضًا في تحقيق رفاهية عامة وشعور بالرضا عن الحياة.