العنف الأسري تهديد يزعزع استقرار المجتمع

كتبت: بسمة رمضان،
العنف الأسري تهديد يزعزع استقرار المجتمع
يعدّ العنف الأسري من أخطر المشكلات الاجتماعية التي تمسّ أمن الأسرة واستقرار المجتمع، إذ لا يقتصر على الإيذاء الجسدي فقط، بل يشمل أشكالًا أخرى من الأذى النفسي واللفظي والاقتصادي.
فالأسرة هي اللبنة الأولى في بناء الإنسان، وعندما تتحول من حضنٍ دافئ إلى ساحة ألم، تتزعزع القيم وتضعف أواصر الترابط الإنساني.
صور العنف الأسري
يتخذ العنف الأسري مظاهر متعددة، أبرزها:
العنف الجسدي: كالضرب والإيذاء الذي يخلف آثارًا بدنية ونفسية.
العنف النفسي: مثل الإهانة والاستخفاف والتقليل من شأن الآخر، وهو ما يخلّف جروحًا عميقة في النفس.
العنف اللفظي: استخدام الشتائم والكلمات الجارحة بشكل متكرر.
العنف الاقتصادي: حرمان أحد أفراد الأسرة من المال أو السيطرة على احتياجاته المادية بقصد الإذلال أو التحكم.
العنف ضد الأطفال وكبار السن: وهو من أخطر الأنواع وأكثرها انتشارًا لما يسببه من آثار طويلة المدى.
أسباب انتشار العنف الأسري
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى تفشي هذه الظاهرة، ومنها:
ضعف الوعي الديني والأخلاقي.
الأزمات الاقتصادية والضغوط المعيشية.
الإدمان على المخدرات أو الكحول.
تكرار الأنماط السلوكية الخاطئة داخل الأسرة.
غياب أساليب الحوار والتربية السليمة.
آثار العنف الأسري
تتجاوز آثار العنف حدود الضحية لتطال الأسرة والمجتمع بأكمله، ومن أبرز نتائجه:
تفكك الروابط الأسرية وضياع الأبناء.
اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب والخوف والعزلة.
ضعف الأداء الدراسي للأطفال.
ارتفاع معدلات الجريمة والانحراف الاجتماعي.
سبل الحد من العنف الأسري
للحد من هذه الظاهرة لا بد من العمل على عدة محاور:
نشر ثقافة الحوار والتفاهم داخل الأسرة.
تطبيق القوانين التي تجرّم العنف وتعاقب المعتدين.
تعزيز دور الإعلام والمدارس في التوعية بحقوق الأسرة.
توفير الدعم النفسي والاجتماعي للضحايا عبر مؤسسات مختصة.
ترسيخ القيم الدينية والأخلاقية التي تدعو إلى الرحمة والمودة
في النهاية
العنف الأسري قضية تمسّ الجميع، ومواجهتها مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمجتمع والدولة.
فحين تسود المودة والاحترام داخل الأسرة، يُبنى مجتمع قوي متماسك، ووطن يسوده الأمن والاستقرار.