المفاتيح ليست للجميع،حدود الثقة وحدود الحياة
بقلم د/مؤمنه محمد طعيمه
المفاتيح ليست للجميع ،،حدود الثقة وحدود الحياة
في حياتنا، نعطي أحيانًا “مفاتيح” خاصة جدًا لأشخاص نثق بهم. هذه المفاتيح ليست مجرد أدوات مادية، بل رموزًا للثقة، الحب، والاحترام. عندما نمنح شخصًا ما مفتاحًا لحياتنا، فإننا نخبره ضمنيًا: “أنا أثق بك. أؤمن أنك تستحق أن تكون جزءًا من عالمي الخاص.”
لكن هذه الثقة ليست دعوة مفتوحة للتصرف بلا حدود. ليست رخصة للدخول والخروج كما يحلو له، أو استغلال هذه الثقة بطرق تترك آثارًا سلبية على صاحب المفتاح الحقيقي. الثقة مسؤولية، وعندما تُعطى، تصبح التزامًا أخلاقيًا بالحفاظ على خصوصية الآخر واحترام حدوده.
عندما تُساء الثقة
إذا اعتقد الشخص الذي حصل على المفتاح أنه يملك الحق في استنساخه، أو مشاركته مع الآخرين دون إذن، فإن هذه التصرفات تهدم جدار الثقة المبني بعناية. في تلك اللحظة، لا يجد صاحب المفتاح الأصلي بدًا من تغيير “القفل” وإعادة ضبط حدود العلاقة. وهذا التغيير لا يُعد انتقامًا، بل هو حماية للذات وصون للكرامة.
الحياة خط أحمر
حياتنا، بماضيها وأسرارها ومشاعرها، ليست متاحة للجميع. هي أشبه بمنزل ثمين محاط بأسوار من الخصوصية، وما نسمح بدخوله هو اختيار واعٍ ودقيق. فإذا أخطأ أحدهم في فهم هذا الامتياز وظن أنه يملك حق الملكية المطلقة، فإن الباب يُغلق عليه بلا عودة.
الاحترام أساس البقاء
العلاقات الإنسانية تزدهر عندما تُبنى على الاحترام المتبادل. والثقة، رغم كونها حجر الأساس، يمكن أن تنهار إذا لم تُحترم حدودها. لذلك، من المهم أن نفهم أن وجودنا في حياة الآخرين هو نعمة، ومسؤوليتنا هي الحفاظ عليها، لا استغلالها.
رسالة ختامية
امنح مفاتيح حياتك بحذر. ضع حدودك بوضوح. وإذا خذلتك الثقة يومًا، لا تتردد في تغيير القفل والمضي قدمًا. فالحياة قصيرة جدًا لتُهدر على من لا يعرف قيمة الثقة أو احترام حدودها.