دين ومجتمع

تعب النهايات!


كتبت: هند جمال
تُتعِبُنا النهايات.. نهايات كل شيء… نهاية يوم.. شهر.. عام… نهاية فيلم أو رواية لم نتوَقّعها.. نهاية العلاقات على أنواعها.. ونهاية الأشخاص أيضاً.. تُتعِبُنا النهايات لأننا نوقِن لا عودة لها مجدداً.. هي الخط الأخير.. الخطوة الأخيرة التي نخطوها مُلَوّحين بالوداع بقلوب باكِية..مدركينَ أنها الساعة الحاسمة للرحيل حيثُ اللاحضور بعدَها.. موجعة النهايات حقاً.. مؤلم موت مشاعر كانت تحيا في قلوبنا.. صعبٌ جداً نسيان من عشنا معهم تفاصيل مشتركة.. نحنُ نتجاوز راغبين.. ويبقى كل إحساس.. وكل عاطفة.. وكل شعور.. لن يُمحَى من داخلنا ببساطة.. ستبقى كاليَد الخفِيّة التي تزورنا ليلاً فتَصفعُنا بالذكريات ثمّ تنام مجدّداً.. في هدوء الليل.. تخشَع كل العواطف.. إحتراماً للحَنين، ذلك الزائر الثقيل الذي يأتينا فجأة فيُبعثِرُنا من جديد بعدَ أن ظنَنّا لوَهلة بأننا تجاوزنا..الحب والعشق..
موت الأب هو تجربة عاطفية عميقة ومؤلمة يصعب وصفها بالكلمات. إنه فقدان للسند والحماية والشخص الذي يمثل الأمان والقدوة في حياة الكثيرين. قد يشعر الإنسان بفراغ عاطفي كبير وكأن الأرض قد اهتزت تحت قدميه. تختلط المشاعر بين الحزن الشديد، الاشتياق، الشعور بالضعف، وأحيانًا الذنب أو الندم على أي لحظات ضاعت دون استغلالها مع الأب.
الشعور قد يكون كأنك فقدت جزءًا من نفسك، أو أن عالمك فقد أحد أركانه الأساسية. تمر الأيام الأولى عادةً بالدموع والحزن الثقيل، ثم تبدأ الذكريات بالظهور في كل لحظة، ما يجعل الفقدان مستمرًا في النفس، لكن مع الوقت يتحول الحزن إلى نوع من التقبل، والذكريات تصبح سلوانًا ومحفزًا للعيش بطريقة تكرم من فقدناه.
كل شخص يختبر هذا الفقدان بطريقة مختلفة، ولكن في النهاية، يبقى حب الأب محفورًا في القلب إلى الأبد.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى