الاقتصاد

هل الحروب تضر بالإقتصاد؟


كتب : كريم أحمد
اقتصاد الحروب
هل الحروب فعلا مضرة بالإقتصاد؟!
هذا السؤال الذي يحمل بعدا إقتصاديا له إجابات مختلفه تختلف بحسب كل فكر إقتصادي تتبناه الدولة ضمن سياساتها وخططها الإقتصاديه، وإليك عزيزي القاريء هذه الأجوبه المتعدده وهي كالأتي :
أولا : الفكر الرأسمالي
هناك ثلاثة مدارس في الفكر الرأسمالي بشأن إقتصادات الحروب فيري جون ماينرد كنز أن الدول التي تتمتع بفائض كبير في الميزانيه العامة للدوله تستطيع أن تدخل في حروب مع غيرها من الدول كما كان في حرب السبعين بين فرنسا والإمبراطورية الألمانيه في الفترة من ١٧٥٦ الي ١٧٦٣ بحيث أنه كلما كان فائض الميزانيه كبيرا كلما إستطاعت الدوله أن تعوض خسائرها الحربيه إذا تعرضت لهزيمه،، أما لو كانت تعاني من عجز في الميزانية العامة وكانت في موقف الغازي القائم بالحرب فإنها حتما ستخسر كثيرا ويتعرض إقتصادها للدمار لأنها لن تستطيع أن تعوض خسائرها الحربيه..
بينما المدرسة الميركانتيليه للكونت ميركانت فهي ترى أن الدوله القوية عسكريا وإقتصاديا لابد من أن تولي أهمية كبيرة للإنفاق العسكري وإنتاج الأسلحة والسلع الضرورية الأخرى حتى لاتكون لقمة سائغة للدول الأقوى منها بجانب الإحتفاظ بقدر كبير جدا من إحتياطات الذهب ويستتبع هذه السياسة تخفيض في حجم الأجور في مقابل الإنفاق الكبير على السلع والخدمات الضرورية،، وهذه المدرسة الميركانتيليه ظهرت في القرن الثامن عشر الميلادي في أوروبا في عصر الإمبراطوريات الشاسعة وكانت ترى وجهة النظر الإقتصاديه هذه التي تهدف إلى توفير أكبر قدر من إحتياطي الذهب من خلال تخفيض الأجور في مقابل الإنفاق على الإنتاج العسكري والسلع الضرورية،،
أما المدرسة الليبراليه والتي ظهرت بعد إنتهاء الحرب العالمية الأولي سنة ١٩١٨ كانت ترى أن الحروب تنهك إقتصادات البلاد من حيث النفقات فضلا عن وجود إنخفاض حاد في القطاعات الإنتاجيه ومزيد من الإرتفاع في الأسعار الذي يترتب عليه مزيد من التضخم..د
ثانيا : الفكر الشيوعي
أما الفكر الشيوعي فهو يختلف تماما عن الفكر الرأسمالي في مسألة إقتصاد الحروب،، فهو يري أن الحرب يمكن إستغلالها بشكل جيد كوسيلة مثرية للإقتصاد القومي من خلال إعادة تدوير وإستخدام المخلفات الحربية وهي السياسة التي كان يسلكها الإتحاد السوفيتي السابق فهو كان يقوم بعمل المزيد من الحروب القومية على أسيا الوسطى بغية الإكثار من المخلفات الحربية الذي يقوم بإعادة تدويرها صناعيا ومن ثم زيادة الإنتاج وجلب مزيد من الأرباح وكذلك جوزيف تيتو في فنلندا وجواهر لال نهرو في الهند ..
ثالثا : الفكر الإسلامي
بينما يري الفكر الإسلامي أن الإسراف في القتال والحروب من غير حاجة هو أمر غير مشروع يؤدي إلى إزهاق الأرواح وتشريد الناس من بيوتهم،،
وأن الحرب إذا كان هناك داعيا شرعيا لها كإعتداء على مال أو أرض أو عرض أو على نفس فإنها تكون عملا لابد منه سدا للذريعة وصيانة للمقاصد الشرعية ،، وأن كل ماينتج عن الحروب من غنائم وأسري يتم التعامل معه على أنه دخل إقتصادي،،
حيث أن الأسري يجوز الفقهاء أن يعفي عنهم بالفداء وهو تقديم مال للمسلمين مقابل أن يعفي عن الأسري إذا كان الإمام يرى في ذلك مصلحة للمسلمين..
كما أنه إذا كان المسلمون يقعون في محيط محاط بأعداء يتربصون لهم فإنهم لاشك لابد وأن يولون أهمية للإنفاق على الإنتاج العسكري تحسبا لأي إعتدائات مسلحة كما هو الحال في تسلح باكستان بالنووي في مواجهة الهند ..


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى