هات لى زمان،، حيث كانت القلوب أنقى والضحكات أصدق!
كتبت د: مؤمنه محمد طعيمه
“هات لي زمان… حيث كانت القلوب أنقى والضحكات أصدق”
وأيام زمان، حين كان للقلب براءة الطفل، وللضحكة طعم الفرح الصادق، لا تجمل فيها ولا تصنع، حين كنا نضحك حتى تدمع أعيننا، بلا هموم تثقل أرواحنا، ولا خيبات تسرق منا الشغف.
هات لي ناس زمان…
الذين كانوا يحبون بصدق، لا يعرفون معنى المصالح، ولا تلوثت قلوبهم بالحسابات المعقدة، حين كان اللقاء لقاءً، لا مجرد مرور عابر، حين كان السؤال عن الحال يحمل في طياته اهتمامًا حقيقيًا، لا مجاملة خاوية.
هات لي ضحكة زمان…
ضحكة تخرج من القلب فتضيء العيون قبل الوجوه، تلك الضحكة التي لم تعرف الكسور ولم تشهد الخذلان، حين كنا نضحك لأننا سعداء، لا لأننا نحاول الهروب من وجع يسكننا.
هات لي الحب الذي كان…
الحب الذي لا يطلب إثباتًا، ولا يحتاج إلى كلمات منمقة، الحب الذي يسكن الأفعال قبل الأقوال، الحب الذي لم يكن مجرد رسالة تُرسل ثم تُنسى، بل كان حياة تُعاش بكل تفاصيلها.
هات لي النفوس الصافية…
التي كانت ترضى بالقليل وتمنح الكثير، التي لم تعرف الحقد ولم تغرق في الغيرة، القلوب التي كانت كالماء، صافية نقية، تعكس النور ولا تحتفظ بالعتمة.
هات لي الأخوات الذين كانوا يحبون بعضهم…
الذين كانوا رغم الخلافات يظلون درعًا لبعضهم، لا يتركون بعضهم للريح، ولا يتبدلون بمواسم الحياة، الأخوة الذين لم تفرقهم الدنيا ولم تسرقهم الأيام.
هات لي زمان…
إن استطعت، هات لي زمان الذي رحل ولن يعود، وأخبره أني أفتقده حد الألم، وأني أبحث عنه في وجوه الناس، في كلماتهم، في لحظاتهم، ولكن لا شيء يشبهه بعد الآن…
فهل تستطيع أن تحضره لي؟