نعمة اللسان

كتب/محمدحسان
لقد منّ الله عز وجل على الإنسان بنعمة اللسان والبيان، قال الله عز وجل،، ألم نجعل له عينين، ولسانا وشفتين ، وهذا اللسان من أبرز وأعظم مميزات الإنسان، وكذلك يقول الله عز وجل،، الرحمن، علم القرآن، خلق الإنسان، علمه البيان .
اللسان وما أدراك ما اللسان هو نعمة من نعم الله العظيمة ولطائف صنعه الغريبة صغير حجمه عظيم طاعته وجرمه،، إذ باللسان يستبين الكفر والإيمان وهو ترجمان القلوب والأفكار وآلة البيان وطريق الخطاب.
فكم من كلمة صغيرة لا يبالي بها صاحبها فتهوي به في نار جهنم، فالبعض يطلق العنان للسانه قبل ان يفكر بخطورة ذلك، قال الرسول صلى الله عليه وسلم وهل يكبّ الناس على وجوههم فى النار إلا حصاد ألسنتهم، فاللسان هو سلاح ذو حدين إما أن يكون مهلكا لصاحبه إلى طريق الشر والانحراف أو ينجيه إلى طريق الخير والاستقامة.
ومن أطلق لسانه وأهمله سلك به الشيطان كل طريق. وكل كلمة تصدر من ألسنتنا هي عنوان لتربيتنا وأخلاقنا، فبكلمة واحدة نستطيع أن نكسب محبة واحترام الآخرين أو عداوتهم والسقوط من أعينهم! وكم من كلمة طيبه لها تأثيرها على قلوب وعقول من نتعامل معهم ،،الكلمة الطيبة صدقة.
ولو فكرنا قليلا لعلمنا اننا نحن من بيده أن يتحكم بمحبة وقبول الناس لنا وفرض احترامهم علينا او العكس تماما، وذلك من خلال تحكمنا بلساننا وتعويده على اختيار الكلمات الطيبة وأحبها لقلوب وعقول من حولنا.
ولنضع نصب أعيننا وفي أذهاننا قوله تعالى مخاطبا نبينا الكريم ،،ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك.
فلنحرص جميعا على أن نروض ألسنتنا ونزن كلامنا قبل أن نتفوه به حتى لا يكون سببا في وقوعنا بالغيبة والنميمة والنفاق والتجريح او تناقل الاكاذيب وترويج الاشاعات الباطلة، فربما كلمة بسيطة تكون سبب هلاك قائلها وعذابه، قال الرسول صلى الله عليه وسلم،، إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا يهوي بها سبعين خريفا.
والعبد العاقل ينظر في حال نفسه ويراقبها ويربيها على الخير، فكما أنه بحاجة إلى ان يتعلم كيف يجيد الكلام اللبق النافع وما هي الأوقات المناسبة التي يحسن ان يتكلم فيها، كذلك هو محتاج إلى ان يتعود على الصمت حينما يشعر بأن الكلام سيجر عليه إثما أو عداوة أو انتقاصا لعقله وقدره، فكل مقام له مقال، وقد كان السلف على ما بهم من حرص في كلامهم يتهمون ألسنتهم، وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى أبا بكر الصديق رضي الله عنه وهو يمد لسانه بيده، فقال له ما تصنع يا خليفة رسول الله قال هذا أوردني الموارد، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس شيء من الجسد إلا يشكو إلى الله اللسان على حدته فهل نحن عن آفات اللسان منتهون ولشهوة اللسان كابحون ولما يرضي ربنا طالبون.
فليحذر الإنسان من لسانه وليعمل جاهدا أن يكون لسانه قائده إلى الجنة وموصله إلى رضوان الله، فإن كل ما يقول محسوب، إما له أو عليه، قال تعالى ،مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد،،