مفهوم اللسان العربى من زاوية مختلفة عن التعريفات الأكاديمية التقليدية

كتبت: يسرا إبراهيم
كتاب “اللسان العربي المبين” للكاتب عبد المنعم الزعيري مفهوم “اللسان العربي” من زاوية مختلفة عن التعاريف الأكاديمية التقليدية. فهو لا يكتفي بتفسير اللغة العربية كلغة منطوقة، بل يغوص أعمق ليبحث في أصولها ومعانيها من خلال القرآن الكريم، ويقدم تعريفًا خاصًا نابعًا من تجربة بحثية وتأملية.
اللسان كأداة لنقل المعنى
يرى الزعيري أن الأصوات ليست سوى وسيلة من وسائل نقل المعاني، وهي تعتمد على التردد والاهتزاز لتصل من المتحدث إلى المتلقي، عبر الجهاز الصوتي البشري. هذه الوسيلة فعالة عندما يكون التواصل مباشرًا بين الطرفين في الزمان والمكان ذاته. ولكن، عندما يوجد حاجز مكاني (كأن يكون المتحدث في مكان والمتلقي في آخر)، أو حاجز زمني (مثل أن يتحدث شخص منذ قرون ويقرأ كلامه شخص اليوم)، تفقد الأصوات فاعليتها، وتظهر الحاجة إلى وسيلة جديدة: الرسم (الكتابة)
الرسم كوسيلة تواصل أزلي
يشير الزعيري إلى أن الكتابة أو الرسم تكتسب أهمية كبيرة في ظل هذه الحواجز، لكن هذه الوسيلة – على الرغم من أهميتها – ليست مكتفية بذاتها؛ فهي تحتاج دائمًا إلى تفسير وتأويل، لأن الكلمة المكتوبة قد تحتمل أكثر من معنى. في هذه الحالة، يبرز دور “الرسول” الذي ينقل الرسالة ويوضحها، لكن في حالة غياب هذا الرسول، فإن عملية الفهم تصبح أكثر تعقيدًا.
البُعد القرآني في الطرح
يبدو أن الكاتب يريد أن يشير إلى أن “اللسان العربي المبين” في القرآن الكريم لا يقتصر فقط على اللغة العربية التي نتحدث بها، بل يشير إلى نظام متكامل لنقل المعاني بوضوح وبيان، يتجاوز حدود الصوت، ويشمل الكتابة، والإشارات، وحتى السياقات. فالبيان لا يكون بالألفاظ فقط، بل بما تحمله من معانٍ دقيقة وواضحة، وهي مسؤولية تتطلب إدراكًا عميقًا للنصوص، لا مجرد قراءتها سطحياً.
خلاصة الفكرة
الكتاب يحاول أن يعيدنا إلى جذور التواصل الإنساني والمعرفي، ويجعلنا نتأمل في وسيلة البيان القرآني وكيف نقل الله سبحانه وتعالى معانيه إلينا عبر “اللسان العربي المبين”، الذي لا يمكن حصره فقط في اللغة بل في المنهج الكامل للفهم والتفسير.