دين ومجتمع

كيف نهرب من الربا؟


كتب: كريم أحمد
كيف نهرب من الربا؟!
وهذا السؤال الذي يحمل بعدا إقتصاديا وأخلاقيا تفرد بالإجابة عنه الإقتصاد الإسلامي وحده دونا عن الأنظمة الإقتصادية الأخرى التي تنطوي على قواعد ومباديء إقتصاديه تخالفه بشكل كبير،،
ومن أهم السياسات الماليه التي رسمها الإقتصاد الإسلامي للهروب من الربا هي أنه جوز لصاحب المال أن يوكل فيه وكيلا يقوم بالشراء والبيع فيه إذا كان هذا الوكيل معروفا بحسن مماكسته وفطانته التجاريه،،
حيث جاء في صحيح البخاري في الصفحه ٢٠٧ الجزء الرابع والحديث رقم ( ٣٦٤٢) وفي فتح الباري لإبن حجر ص٦٣٥ :
أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى عروة البارقي رضي الله عنه دينارًا وقال له إشتري لي شاة بدينار فأشتري له شاتين بدينار وبينما هو في الطريق ساومه رجل على شاة فباعه شاة بدينار ورجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم بشاة ودينار،،
فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالبركة ..
وهذا الحديث إستنبط منه الفقهاء قواعد فقهية عديده وهي ،،
١-جواز أن يوكل صاحب المال وكيلا يتصرف في ماله بإذنه بيعا وشرائا..
٢-أن أحكام الفضولي وتصرفاته في المال موقوفه على إذن المالك صاحب المال..
٣-إذا خالف الوكيل إذن صاحب المال وخرج عن شروطه فإنه يكون متلفا لأموال صاحب المال وعلي الوكيل الضمان لما أتلف لقول النبي صلى الله عليه وسلم في رواية الترمذي ( على اليد ما أتلفت حتى تعيده)..
٤-جواز أن يكون هناك أجرة للوكيل الموكل بالتصرف في أموال صاحب المال لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إن البيع يحضره الشهرة فشوبوه بشيء من الصدقة)..
وذلك أن عملية البيع تحتاج إلى تسويق جيد لترويج السلعة(الشهرة) ومن ثم الحصول على الأرباح،،
وبالتالي فإن ما يأخذه الوكيل في البيع على من أجرة تقتطع من هذه الأرباح نظير ما يقوم به من عمليات تسويق وترويج لدي السلعة التي يراد بيعها سواء كانت عرضا مثل ( المواد الغذائيه، العطور، نوع معين من السيارات… إلخ) أو كانت هذه السلعة عقارا أو مبنى أو كانت خدمة تقدم كعمل مثل ( الصباغة، الحلاقه، النجارة، الحدادة.. إلخ) حيث أن هذه الأعمال تحتاج إلى الترويج والشهرة بوصفها كخدمة وتحتاج إلى وكيل يقوم على تسويقها بطريقة فنيه معينه تساهم في الإنتشار والترويج..
كما وأنه حينما نرجع الي نص الحديث في البخاري نستنتج بشكل واضح أنه لا بأس أبدا بأن يرجع الوكيل لصاحب المال بالسلعة التي يريدها مع ربح مالي يعطيه لصاحب هذا المال بحيث يكون الربح الناتج من عملية الوكاله هو سلعة ومال بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم دعي لعروة البارقي رضي الله عنه بالبركة ولا يتصور أن يدعو النبي صلى الله عليه وسلم بالبركة في شيء يكون محرما لأنه كان صلى الله عليه وسلم ابعد ما يكون عن الحرام كما روت عنه عائشة رضي الله تعالى عنها ..
غير أن الرجوع بالسلعة والمال من الوكيل على صاحب المال يجب أن يكون غير مشروط بالعقد للإبتعاد عن شبهة الربا..


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى