كيف نقوم بتحسين جودة العمل الوظيفي؟!
كريم أحمد
كيف نقوم بتحسين جودة العمل الوظيفي؟!
وهذا السؤال إختلفت فيه الرؤى بين علماء الإدارة وعلماء النفس،،
حيث أن علماء الإدارة يرون أن تحسين جودة العمل الوظيفي تكمن في التنسيق الجيد الذي يمنع حدوث المشكلات والصراعات الوظيفيه،، والقدرة على إدارة الضغوط الوظيفيه في ظل كثرة المهام المطلوبة في وقت واحد وكذلك القدرة على تنفيذ المهام في زمن قليل وجودة أعلى بالنسبة للموظفين وبالنسبة الي الرؤساء والمديرين فإنهم يقومون بتنفيذ الأعمال بأقل تكلفة وأعلى جودة وهي التي تعرف بإسم نظرية قيادة التكلفة ،،
بينما علماء النفس فهم يرون رؤية مختلفه تماما عن علماء الأعمال والإدارة وهي أن تحسين جودة العمل الوظيفي تكمن في القدرة على إدارة المشكلات وعلاجها وحلها لأن الحياة بطبيعتها لاتخلو أبدا من التعقيدات والمشكلات،،
وعليه فإن إفتراضية التنسيق الجيد الذي يمنع حدوث المشكلات ربما تكون فرضية غير عقلانية لدي علماء النفس،،
بينما لو بحثنا في هذا الأمر من جهة الإقتصاد فسنجد أن المدرسة الرأسماليه ترى أن جودة العمل الوظيفي تكمن في إمتلاك المهارات الإنتاجيه التي يتميز بها الفرد عن غيره من حيث إذا كانت هذه المهارات تتمتع بميزة نسبيه أو ميزة تنافسيه،،
حيث أن الميزة النسبيه تكمن في مدى جودة النتائج عن نتائج أخرى من حيث الكيفية،،
أما الميزة التنافسيه فهي الميزة التي ينفرد بها الفرد أو الدوله وحده أو وحدها عن غيرها من الدول أو غيره عن الأفراد في ظل مبدأ ندرة الموارد (الندرة النسبيه)،،
بينما في ظل وجود في مبدأ الوفرة والإكتفاء فإن العمل الوظيفي لن يحتاج إلى القياس وفقا للميزة النسبيه أو الميزة التنافسيه ،،
بينما ترى المدرسة الشيوعيه في أن جودة العمل الوظيفي تكمن في مدى تحويل عيوب ومشكلات العمل الوظيفي إلى ميزة إقتصاديه يمكن إستغلالها لتحقيق مزيد من الربح،، حيث أن الشخص الغير ماهر إنتاجيا وصناعيا يمكن إستغلاله كشخص تنظيمي يقوم بمهمات المراقبة والتنسيق بين الموظفين والإدارة،،
بينما ترى المدرسة الإسلاميه التي تستند إلى المباديء الإنسانية والأخلاقية في أن جودة العمل الوظيفي تكمن في الصدق والشفافية بحيث لايشارك الموظف في أعمال لايستطيع أن يقوم بتنفيذها حتى لايلحق أي ضرر بالعملاء والمؤسسة ككل،، فتصور معي أن الشخص الموظف لايستطيع أن يقوم بعمل معين ويقدم عليه بكل جرأة فإن ذلك حتما سيلحق أضرار ماليه بالمؤسسة نتيجة عدم ثقة العملاء ونفورهم من التعامل مع المؤسسة وتصدير سمعة تسويقية سيئة عن المؤسسة،، حيث أنه كان من مناقب النبي صلى الله عليه وسلم التي اشتهر بها أنه كان يعرض السلع السليمة والرديئة للبيع ويدع حرية الإختيار للمشتري في أن يشتري أو يترك وهو كان مما يدل على صدقه وأمانته الشديدة في وظيفته كتاجر وهو أيضا مايمكن الإستفادة منه كقيمة إقتصاديه تستند إلى التشغيل الكامل لجميع الموارد الإقتصادية..