فن وثقافة

كيف تعود نفسك على الاستغناء؟



بقلم سميرة وجيه
أخصائية الصحة النفسية وإستشاري الإرشاد الأسري
كيف تعود نفسك على الاستغناء، قوة الامتلاك الحقيقي تبدأ من الداخل.
في عالم يعلّمنا أن نركض خلف كل شيء يصبح الاستغناء فنًا نادرًا، بل وأحد أرقى أشكال القوة النفسية.
فليس الاستغناء جفاءً، ولا برود مشاعر، بل هو صفاء داخلي، وإدراك عميق بأن “اللازم” في حياتنا أقل بكثير مما نظن.
الاستغناء لا يعني الوحدة.
أن تتعود على الاستغناء لا يعني أن تعيش وحيدًا أو تنفصل عن الناس، بل يعني أن تكتفي بذاتك، أن تعيد ترتيب أولوياتك، وتُخلي قلبك من التعلق المرضي بكل ما يمكن أن يُسحب منك.
الاستغناء هو أن تحب بلا تملّك، وأن تعمل دون أن تربط قيمتك بالنتائج، وأن تتعامل مع الحياة كضيف خفيف، لا كمن يظن أنه باقٍ للأبد.
كيف تبدأ؟
1. راقب تعلقك
اسأل نفسك بصدق: هل أحتاج هذا الشخص/الشيء؟ أم أنني فقط اعتدت عليه؟ الوعي أول خطوات التحرر.
2. درّب نفسك على الفقد البسيط
ابدأ بتجربة الصيام عن بعض الأشياء التي تراها أساسية. يوم بدون هاتف، أسبوع بلا مواقع تواصل… لاحظ قوتك الداخلية وهي تنمو.
3. اعرف قيمتك من داخلك
لا تربط سعادتك برضا الآخرين أو بحصولك على شيء خارجي. الاستغناء يبدأ عندما تدرك أن “أنت كفاية”.
4. احط نفسك بذوي النفوس الخفيفة
الصحبة التي لا تثقل روحك، والتي لا تربط حبها لك بما تقدمه، تُعلّمك أن العلاقات يمكن أن تكون حرة ونظيفة.
5. مارس الامتنان بدل التعلق
بدلًا من أن تتمسك بالأشياء خوفًا من فقدانها، اشكر الله على وجودها، ثم حررها من قبضتك. فالممتن لا يخاف الفقد.
الخلاصة
الاستغناء لا يُولد فجأة، بل يُزرع ويُسقى بالتكرار، بالمواقف، وبالنضج.
علّم نفسك أن السلام الداخلي أغلى من أي ارتباط، وأن القلوب التي تعلّقت بالله، لا تُكسر بسهولة.
فالاستغناء ليس نهاية، بل بداية لحياة خفيفة، ناعمة، وقوية… من الداخل.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى