مرأة ومنوعات

قول زمان ارجع يا زمان


كتبت د: شيماء محمد
قول زمان ارجع يا زمان
في زحمة الأيام وتسارع اللحظات، كثيرًا ما نجد أنفسنا نتمتم بتنهيدة طويلة قائلين: “قول زمان ارجع يا زمان”. ليست مجرد جملة عابرة، بل هي صرخة قلب يحمل بين جنباته حنينًا لماضٍ مضى، وأملًا لو عاد الزمان لحظة واحدة لنعيد ترتيب كل شيء.
كان “الزمان الجميل” – كما نسميه – زمن البساطة، حين كانت القلوب صافية، والضحكة تخرج من القلب بلا تصنّع، والأيام تمرّ ببطء لكنها مليئة بالدفء والطمأنينة. لم تكن هناك شاشات تسرق عيوننا ولا هواتف تُغني عن اللقاءات. كان الجار يعرف جاره، والصديق يعرف معنى الصداقة.
لم يكن الماضي مثاليًا، لكنه كان صادقًا. ربما واجهنا فيه صعوبات، وربما عشنا فيه لحظات حزن، لكنه ظل محفورًا في ذاكرتنا كأجمل ما كان. ذلك لأننا كنا أكثر قربًا من أنفسنا، ومن الناس، ومن الأشياء الصغيرة التي كانت تُبهجنا.
اليوم تغيّر الزمان. التكنولوجيا تسلّلت إلى كل تفاصيل حياتنا، العلاقات أصبحت سريعة ومشوشة، والمشاعر أصبحت “إيموجي” تُرسل عبر الشاشات. في هذا الزمان، نملك كل شيء، لكن نفتقد الكثير.
“قول زمان ارجع يا زمان” ليست فقط نداءً للماضي، بل هي دعوة لاستعادة القيم التي ضاعت. دعوة لأن نُعيد للقلوب صفاءها، وللعلاقات معناها، وللحياة بساطتها. فالماضي لا يعود، لكن بإمكاننا أن نعيش بعضًا من جماله، إن أردنا.
في الختام، قد لا يرجع الزمان، ولكن يمكننا أن نُرجع أنفسنا إلى تلك اللحظات، حين نحب بصدق، ونعطي بلا مقابل، ونعيش اللحظة دون أن نفكر كثيرًا فيما بعدها. فربما في ذلك نجد السلام الذي فقدناه.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى