صحف وتقارير

قالت أمل مصطفى محمود


جريدة صوت الحياة
ابنة المفكر الراحل مصطفى محمود* إن والدها منعها من دراسة الفلسفة، خوفا عليها من أن تنزلق فى رحلة البحث عن الذات والإله كما حدث معه، وروت لنا كيف كان يعيش المفكر هائما بين كتبه، وكيف تسبب بعض شيوخ الدين فى مرحلة الشك الذى لم يصل لليقين إلا بعد تدبره آيات الله والقرآن الكريم.
وأضافت في حوار نشرته الصحف والدي والموسيقار محمد عبد الوهاب كانا صديقين مقربين، وكان عبدالوهاب يثق فى رأى والدى، وكثيرا ما استعان به فى أسئلة وموضوعات كثيرة، وأتذكر أن موضوع حرمانية الفن كان هو أساس الجدال، كان أبى يرى أن الفن مثل أشياء كثيرة يمكن أن يكون حلالا إذا قدم أعمالا مفيدة هادفة، وهو نفسه كان يحب الموسيقى والغناء، وعندما سأله عبدالوهاب فى هذا الموضوع، قال له ليس من الطبيعى أن يقابل الفنان ربه بمجموعة أغان، وقال له يعنى هتروح تقوله بلاش تبوسنى فى عينيا ولاعب الكرة هيقابل ربنا يقوله أنا جايلك بشوية إجوان. لكن يجب أن يلاقى كل منا الله عز وجل بأعمال أخرى تكون فى ميزانه عند الحساب.
وتابعت، عبدالوهاب بكى أكثر من مرة عندما تناقش مع والدى فى مسألة الدين، ولذلك كان حريصا فى أواخر أيامه على الإكثار من الابتهالات الدينية رغبة فى عمل شىء يقربه من ربه، لأنه كان يمتلك قلبا متدينا ومحبا للمعرفة الإسلامية، حريصا على الوصول إلى درجة قريبة من الله، ولا أنسى أن كثيرا من الأجانب سواء أوربيون أو عرب اعتادوا الجلوس مع والدى، وقد أسلم عدد منهم على يديه، فالحمد لله قناعة الناس بما كتبه ووصل إليه والدى جعلتهم يهتدون على يديه وبالطبع هذا شىء سبب له سعادة كبيرة، وبكل أمانة لم أجد إنسانا فى هذه الحياة مقنعا مثلما وجدته لأنه عندما يتحدث يكون كلامه بالبرهان والمعلومات والشواهد ويقول الأشياء ببساطة يفهمها الجميع وهو فى حد ذاته إقناع شديد»
وقالت أذكره وهو على فراش الموت حين قال لي إن الوقوف بين يدي الله شيء صعب جداً وليس بالهيّن وهذه كانت المرة الأولى التي أراه يبكي فيها وكأنه عاش تلك اللحظة.
الله يرحمه ويغفر له ويتجاوز عن خطاياه
ويدخله الجنة بغير حساب ولا سابق عذاب جزاء للإسلام والمسلمين ورفع قدره فى عليين ،،وأنزله منازل الصديقين و الشهداء والصالحين ،وحسن أولئك رفيقا،، اللهم آمين،،


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى