صعوبات التعلم ذكاء معطّل ينتظر من يفهمه!

كتبت: بسمة رمضان
صعوبات التعلم.. ذكاء معطّل ينتظر من يفهمه!
في فصولنا الدراسية، هناك أطفال يملكون عقولًا لامعة، لكنهم يقفون حائرين أمام الحروف والأرقام، يتعثرون في القراءة أو الكتابة أو الحساب، بينما يصفهم البعض ظلمًا بالكسالى أو غير الأذكياء. أولئك الأطفال لا يعانون من ضعف في الذكاء، بل من صعوبات تعلم خفية تحتاج إلى اكتشاف مبكر وفهم عميق.
ماذا تعني صعوبات التعلم؟
صعوبات التعلم ليست مرضًا ولا دلالة على غباء، بل هي اضطراب في الطريقة التي يستقبل بها الدماغ المعلومات ويعالجهاويعبر عنها.
الطفل هنا يفهم، لكنه يواجه مشكلة في التنفيذ أو التذكر أو الفهم البصري والسمعي. بمعنى آخر: هو ذكي، لكنه يتعلم بطريقة مختلفة.
أنواعها بين القراءة والكتابة
والحساب
يندرج تحت مظلة صعوبات التعلم عدة أشكال:
عسرالقراءة(الديسلكسيا):صعوبة في تمييز الحروف وقراءتها بسلاسة.
عسر الكتابة (الديسغرافيا): مشاكل في التهجئة أو تنظيم الأفكار على الورق.
عسر الحساب (الديسكالكيوليا): ضعف في التعامل مع الأرقام والعمليات الحسابية.
وهناك أيضًا صعوبات في الانتباه والذاكرة والإدراك، وهي الأساس الذي يقوم عليه التعلم.
الأسباب متعددة لكن النتيجةواحدة
تتداخل الأسباب بين الوراثة والعوامل العصبية والنفسية والبيئية،فقد يولد الطفل باضطراب بسيط في وظائف الدماغ، أو يعيش في بيئة لا تمنحه التحفيز الكافي. كما أن الخوف والضغط النفسي من الأسرة أو المدرسة يزيدان من المشكلة.
لكن أخطر ما يواجهه الطفل ليس الاضطراب ذاته، بل نظرة المجتمع التي تجعله يشعر بالدونية والعجز.
علامات تستدعي الانتباه
من الضروري ملاحظة مؤشرات صعوبات التعلم مبكرًا، مثل:
بطء غير مبرر في القراءة أو الكتابة.
أخطاء متكررة في الإملاء والحساب.
نسيان التعليمات بسرعة.
صعوبة في التركيز أو التمييز بين الاتجاهات.
تراجع الثقة بالنفس والخوف من المشاركة في الفصل.
كيف نساعد هؤلاء الأطفال؟
الحل ليس في العقاب ولا المقارنة بل في الفهم والدعم.
يبدأ الأمر بـالتشخيص المبكر عبر مختصين في التربية الخاصة،ثم تطبيق برامج تعليمية فردية تراعي أسلوب كل طفل في التعلم.
دعم نفسي وتشجيع دائم، لأن الكلمة الطيبة تصنع فرقا أكبر من الدرجات.
وأخيرا شراكة حقيقية بين الأسرة والمدرسة لمتابعة تقدم الطفل خطوة بخطوة.
رسالة إلى كل معلم وولي أمر
لا تضع الطفل في خانة الفشل لمجرد أنه يتعلم ببطء. فربما يحمل بداخله مبدعًا في طريقه للانطلاق.
إن صعوبات التعلم ليست نهاية الطريق، بل بداية لاكتشاف قدرات مختلفة تستحق أن تُمنح فرصة.



