سيدتى الثروة لا تقاس بالمال فقط!

كتبت : هيام حيدر
عندما نقول، عن شخص ما، إنه يمتلك ثروة كبيرة، ربما نستحضر صوراً للدولار، والعملات الأخرى، والسيارات الفارهة، والقصور الفخمة، والأراضي والعقارات المتعددة الأماكن والأشكال والشركات والاستثمارات، وغيرها.
لكن، ماذا لو عرفنا أن الثروة تتعلق بأكثر من مجرد المال، وما يندرج تحته من ممتلكات؟ ففي الواقع هي مفهوم متعدد الأوجه، يتجاوز مجرد الرخاء المالي، حيث إنها تتعلق بالسعادة والصحة والعلاقات والنمو الشخصي.
غالبًا، نربط الثروة بالمال والممتلكات، فكلما زاد ما نملك زاد ثراؤنا. هنا سنعيد النظر في هذه الفكرة، فهل الشخص الذي يمتلك سيارة فاخرة، ومنزلًا فخماً، بالضرورة يكون أكثر ثراءً من شخص يعيش حياة متواضعة، لكنها مليئة بالبهجة والرضا.
الحقيقة هي أن الثروة لا تتعلق فقط بالثروات المادية، بل إنها تمتد، أيضاً، إلى الأصول غير الملموسة، مثل، السعادة والصحة والعلاقات والمعرفة والخبرات.
وقد تكون لديكِ أموال العالم، لكنك إذا كنتِ متوترةً باستمرار، أو غير راضية، أو وحيدةً، فهل أنتِ ثرية حقاً؟ بالطبع لا. لذا، بمجرد أن تبدئي تقدير هذه الأصول غير المادية، ستكتشفين تعريفاً أكثر ثراءً، وأكثر معنى للثروة.
الثروة تتعلق بالحرية والمرونة،،
ربما اعتقدنا، جميعاً، أن امتلاك الكثير من المال يعني أن نكون أثرياء، لكنّ تجربة معينة ربما تجعلنا نعيد التفكير في هذا.
الثروة لا تقاس بالمال فقط،
يمكن للمال أن يشتري الراحة والرفاهية، لكنه لا يستطيع شراء السعادة. وقد أظهرت الأبحاث أنه بمجرد تلبية الاحتياجات الأساسية للشخص، فإن الدخل الإضافي لا يفعل الكثير لزيادة السعادة. وهذا يشير إلى أن الثروة ليست الهدف النهائي، بل إنها وسيلة لتحقيق غاية، فيمكن أن توفر الأمان، وتفتح أبواب الفرص، لكنها لا تؤدي تلقائياً إلى السعادة. لذلك، أثناء السعي وراء الثروة، لا تغفلي ما يهم حقاً سعادتك ورفاهتك العاطفية، فلا ينبغي أن يأتي تجميع الثروة على حساب سلامتك، ورضاك.
الثروة تتعلق بالعطاء،،
الثروة لا تتعلق فقط بما تجمعينه لنفسكِ، بل تتعلق أيضاً بما تعطينه للمجتمع، فالمقياس الحقيقي للثروة لا يقتصر على مقدار ما تملكينه، بل أيضاً على مقدار ما أنتِ على استعداد لمشاركته مع الآخرين. لقد كانت الأعمال الخيرية ممارسة شائعة بين الأثرياء لقرون من الزمن. لكن ليس عليكِ أن تكوني مليارديرة لإحداث فرق، فحتى الأفعال الصغيرة من الكرم تمنح موجات من التغيير الإيجابي. وسواء كان ذلك بالتبرع لقضية تؤمنين بها، أو التطوع بوقتكِ لمساعدة الأقل حظًا، أو مشاركة معرفتكِ ومهاراتكِ مع الآخرين، فإن العطاء يثري حياتكِ، ويجلب الفرح والإنجاز.