أخبار مصر

دار الوثائق القومية تحتفل باليوم العالمي للأرشيف بالتعاون مع مركز المعلومات بمجلس الوزراء


محمد حسان
الخميس١٩ يونيه ٢٠٢٥م
دار الوثائق القومية تحتفل باليوم العالمي للأرشيف بالتعاون مع مركز المعلومات بمجلس الوزراء
تحت رعاية وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، أقامت دار الكتب والوثائق القومية برئاسة الدكتور أسامة طلعت بالتعاون مع مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء برئاسة الدكتور أسامة الجوهري، احتفالية وندوة بعنوان مستقبل التوثيق الرقمي، من إدارة المحتوى إلى اكتشاف المشاعر.
أقيمت الندوة في تمام الحادية عشرة صباحا اليوم الخميس ١٩ يونيو٢٠٢٥م بمقر دار الوثائق القومية بالفسطاط بجوار متحف الحضارة.
بدأت الاحتفالية بالسلام الوطني و كلمات لكل من: الدكتور أسامة طلعت، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية الذي أكد في كلمته أن الاحتفالية تجسد روح التعاون المشترك بين دار الكتب والوثائق القومية ومركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء.
وتوجه بالشكر إلى كل المشاركين من الأكاديميين والمتخصصين المشاركين في الاحتفالية ووفود الوزارات والهيئات المشاركة في الاحتفالية وهو دأب الدار في كل فعالياتها أن تحتضن المتخصصين من مشارب مختلفة.
جهود دار الكتب والوثائق في الرقمنة
وأضاف الدكتور أسامة أن العالم الآن بدأ الحديث والبحث فيما بعد الذكاء الاصطناعي فدورنا هو مواكبة التطور التكنولوجي لحظة بلحظة. كما استعرض الدكتور أسامة طلعت جهود الرقمنة في دار الكتب والوثائق القومية ومن أحدثها إطلاق المرحلة التجريبية لخدمة استخراج أرقام الإيداع إلكترونيا، كما أضفنا الكثير في رقمنة المخطوطات من خلال الانتهاء من تجهيز ستوديو الرقمنة وتوفير ماكينة تصفيح حراري وغيرها في سبيل الترميم والرقمنة بغرض الحفظ والإتاحة.
ثم تحدثت الدكتورة رشدية ربيع رئيس الإدارة المركزية لدار الوثائق القومية معربة عن سعادتها بالتعاون المشترك مع مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء وغيره من الجهات المعنية بالحفظ والتوثيق والإتاحة.
التوثيق أداة للتفاعل والتحليل
وقد أصبح التوثيق فعلا وجوديا حول العالم ومع التطور التقني أصبح التوثيق أداة للتفاعل والتحليل والفهم الأعمق على كافة المستويات. وأؤكد على أن الاستثمار في التوثيق الرقمي هو استثمار في المستقبل وفي الإنسان.
وتحدثت الدكتورة / عبير صبحي ، مدير عام مركز الوثائق الاستراتيجية بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء متوجهة بالشكر إلى دار الكتب والوثائق القومية وقياداتها ومؤكدة على أن الاحتفالية تجسد التزام مركز المعلومات بالتعاون المشترك في إطار احتفالات اليوم العالمي للأرشيف. والأرشيف هو ما يمكننا من دراسة الماضي وفهم الحاضر وإدارة المستقبل.
ومنذ الثمانينيات كان المركز سباقا في تأمين البيانات وحفظها فجاء مشروع الرقم القومي كقاعدة بيانات ضخمة لجميع المواطنين. ومازال المركز في طليعة المؤسسات المعنية بالتوثيق والإتاحة من خلال أحدث مشاريعنا ذاكرة المدينة.
وبعد الجلسة الافتتاحية مباشرة بدأت الندوة بإدارة أ.د. وفاء صادق أستاذ الوثائق والمعلومات بكلية الآداب جامعة القاهرة.
وشملت ثلاثة عروض بدأت بعرض من تقديم
د/ عبير صبحي، مدير عام مركز الوثائق الاستراتيجية بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء بعنوان، تعزيز كفاءة وفاعلية إدارة المحتوى المعلوماتي بمراكز التوثيق والأرشفة: دور التحول الرقمي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي. استعرضت الدكتورة عبير تاريخ المركز منذ الإنشاء بغرض نشر الثقافة المعرفية وبناء بيئة معرفية خصبة لدعم متخذ القرار. وتناولت الأهداف الاستراتيجية للمركز ومحاور عمله وعضويات المركز في عدة جهات ذات صلة وتعاونه مع جهات أخرى داخل وخارج مصر. واستعرضت الرصيد المعلوماتي مثل الملفات الاستراتيجية حول أحوال مصر ووثائق تشريعية متنوعة مثل مضابط مجلس الشعب وتقارير مجلس الشورى. واستعرضت جهود المركز في توثيق المشروعات القومية الكبرى من خلال وثائق جهات الدولة لحظة بلحظة أثناء إنشائها مثل مشروع العاصمة الإدارية. وقالت أن المركز مهتم بالتوثيق على كافة مستوياته من خلال المستندات والفيديوهات والصور بما يبلغ ٤٠٠ ألف وثيقة. واختتمت بالتحديات التي تواجه المركز والتوصيات لإنجاز أفضل مستقبلا.
ثم بدأ العرض الثاني للمهندسة بسنت طارق يوسف، مدير مشروع تطبيق ذاكرة المدينة بمركز المعلومات حول مشروع ذاكرة المدينة، جسر حي بين الماضي والحاضر. وتناولت في كلمتها تطبيق ذاكرة المدينة الذي تم الإعلان عنه للحفاظ على الهوية المصرية بالتنسيق المشترك بين مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار والجهاز القومي للتنسيق الحضارى.
وكانت الفكرة في توثيق سلسلة ذاكرة المدينة بمشروعاته المختلفة من بينها مشروع عاش هنا لتوثيق تاريخ الشخصيات العامة، ومشروع حكاية شارع وجاء إنشاء التطبيق لجمع وربط تلك المشروعات بغرض الحفظ الآمن وتفاعل المجتمع من خلال التوثيق الرقمي، وإشراك الجمهور بحثه على التفاعل.
وتناولت التحديات التي واجهت المشروع مثل تحدي البيانات المكانية المتعلقة بجغرافيا المكان ودقة العنوان من خلال التحديث المستمر. وتناولت عناصر التطبيق الذي يجمع ٦ عناصر تضم ،،،
عاش هنا والذي يتيح رحلة تفاعلية من خلال البحث بالاسم من خلال ألف اسم في تخصصات مختلفة كما يتيح البحث بالمكان. وعنصر حكاية شارع الذي يشمل تاريخ الشارع وموقعه وأهم معالمه باللغتين العربية والإنجليزية. وعنصر المباني التراثية ويضم التوصيف والعنوان والطراز المعماري، ويضم ٥ آلاف مبنى في ٧ محافظات. وعنصر الجولات التراثية الذي يجمع العناصر السابقة عليه ويضم معلومات عن الجولة وما يرتبط بها من منتجات فنية ويضم التطبيق ٥ جولات. وآخر العناصر هى كتب وثائقية عن جزيرة الزمالك وجاردن سيتي وغيرها. ويرسل التطبيق إشعارات يومية للحفاظ على استدامة التطبيق. وعرضت فيلم تسجيلي عن التطبيق والمشروعات التي يشملها.
واختتمت العروض بالعرض الثالث للدكتورة نرمين إبراهيم على اللبان، أستاذ الوثائق والأرشيف المساعد بقسم المكتبات والمعلومات ، كلية الآداب، جامعة الإسكندرية
بعنوان،، الإفادة من الذكاء الاصطناعي في اكتشاف البعد الشعوري بالوثائق.
وتناولت في كلمتها العلاقة بين الوثائق والمشاعر حيث أن الوثائق لا تتيح معلومات فقط ولكنها تثير مشاعر مثل مشاعر الرضا عن المعلومات المتوفرة أو عدم الرضا بسبب قصور البيانات. وبعض الوثائق يعبر عن مشاعر بل إن بعض الوثائق تخدعنا من خلال توصيل مشاعر كاذبة.
ويمكن تحديد الشعور العام للوثيقة من خلال تحليل المحتوى من خلال نسبة عدد الكلمات الايجابية للكلمات السلبية، وتحليل النص حسب النية من خلال نية كاتب الوثيقة فعلى سبيل المثال عندما يكتب مسئول أن مشروعا ما رائع جدا لكنه مكلف فإن تلك الصيغة تنم عن اقتناع مشوب بالتردد. وهناك أسلوب التعلم العميق كنهج تقني لتحليل الوثيقة والأفضل أن يتم الجمع بين أكثر من نهج في دراسة الوثيقة.
ويمكن فعل ذلك من خلال اختيار عينة ثم تحليل مضمونها سواء سلبي أو إيجابي ودلالات الألفاظ المستخدمة وما وراءها من مشاعر ونوايا. ويمكن التحليل من خلال قطاع رأسي أو أفقي. وذكرت أن وثائق العصر المملوكي كانت الأكثر تعبيرا عن المشاعر وبدأ ذلك في التلاشي منذ العصر العثماني.
وهناك وثائق آمرة، وثائق تعاطف، ووثائق تهديد. ويمكن من خلال الصيغة فهم إذا ما كانت الوثيقة تستدعي ردا مكتوبا أو رد فعل أو أنها وثيقة غرضها الإعلام و لا تهدف الحصول على رد، كما تعبر بعض الوثائق عن الرفض أو المقاومة لما صدر في وثائق أخرى ويتم ذلك كله من خلال الاستعانة بعلم الوثائق النفسي.
أقيمت الندوة في ضوء الاحتفال باليوم العالمي للأرشيف و الاحتفاء بدور الأرشيف في حفظ التراث الوطني وفي إطار الدور التنويري لوزارة الثقافة ممثلة في دار الكتب والوثائق القومية التي تعد المكتبة الوطنية والأرشيف القومي لجمهورية مصر العربية.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى