مقالات وآراء

حين يقودنا الخطأ إلى الصواب



كتبت د: مؤمنه محمد طعيمه
حين يقودنا الخطأ إلى الصواب،،
في رحلتنا في الحياة، نسير أحيانًا في طرق لم نكن لنختارها لو كنا نعلم نهايتها مسبقًا. نرتكب أخطاءً، نضل الطريق، ونظن للحظة أننا قد أضعنا أنفسنا في متاهة لا مخرج منها. لكن لو تأملنا قليلاً، سنجد أن هذه الأخطاء لم تكن سوى معلم خفي، والطريق الخاطئ لم يكن إلا جسرًا يقودنا إلى الوجهة الصحيحة.

كم مرة أخطأنا فتعلمنا؟ كم مرة سقطنا فنهضنا أقوى؟ الحقيقة التي يدركها الحكماء أن الطريق الخاطئ ليس دائمًا كارثة، بل أحيانًا يكون هو السبيل الوحيد لاكتشاف الطريق الصحيح. الخطأ يعلمنا، يفتح أعيننا، يجعلنا نميز بين الصواب والزلل، ويصقل شخصياتنا بالحكمة والخبرة.

حين نتعثر، لا يعني ذلك أننا فشلنا، بل يعني أننا نحصل على درس ثمين لن يُنسى. لذلك، لا تبتئس إن وجدت نفسك في طريق لم يكن الأفضل لك، بل اسأل نفسك: ماذا علمني هذا الطريق؟ كيف جعلني أقوى؟ ما القيمة التي أضفتها لنفسي من هذه التجربة؟

الحياة ليست خطًا مستقيمًا، بل متاهة مليئة بالطرق المتشابكة، بعضها يقودنا مباشرة إلى النجاح، وبعضها يأخذنا في منعطفات تبدو خاطئة لكنها تحمل في طياتها دروسًا لا تُقدّر بثمن. الأهم أن نخرج من كل تجربة بفهم أعمق لأنفسنا وللحياة.
ثق أن الخطأ قد يكون بداية للصواب، وأن الضياع أحيانًا هو الخطوة الأولى نحو إيجاد الذات. فامضِ في رحلتك بثقة، واعلم أن كل طريق سلكته، حتى وإن كان خاطئًا، قد ساهم في تشكيلك، وجعلك اليوم أكثر نضجًا وحكمة.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى