كتب : محمد حسان
حكاية ضريح أبو الدرداء بالإسكندرية ضريح وسط الشارع يتحدث عنه المواطنين منذ عشرات السنين كراماته عديدة وتقام له ليلة احتفالية كل عام.. وهذه قصة المهندس الأجنبى الذى حاول إزالته من مكانه لتخطيط طريق الترام ضريح أبو الدرداء بالإسكندرية.. ضريح وسط الشارع يتحدث عنه المواطنين منذ عشرات السنين.. كراماته عديدة وتقام له ليلة احتفالية كل عام.. وهذه قصة المهندس الأجنبى الذى حاول إزالته من مكانه لتخطيط طريق الترام
ضريح أبوالدرداء بالإسكندرية
هناك العديد من الأضرحة بمحافظة الإسكندرية لها تاريخ طويل يأتى اليها المواطنين من كل المحافظات تباركا بهم وأشهرهم المرسى أبو العباس رمز الإسكندرية الذى عاش ومات فيها؛ ولكن هناك رموز أخرى مميزين لهم قصص وحكايات مميزة وبراكات منهم سيدى أبو الدرداء الذى أختلف عليه العديد من الخبراء والمتخصصين حول شخصيته وتفاصيل حياته ووجود جثمان فى الضريح أم لا،
وأبو الدرداء هو الصحابى عمير ابن عامر حضر فتح إسكندرية مع عمرو ابن العاص وسُمى بأبى الدرداء نسبة لابنته، وكان محبوب من أهالى الإسكندرية وله كرامات عديدة.
هناك العديد من القصص والحكايات حول الكرامات وأشهرها هو المهندس الأجنبى الذى خطط لطريق الترام، وقرر إزالة الضريح من مكانه لاعتباره عائق للخط، وعندما أعلن رغبته فى إزالته شُلت يداه، وأصدروا قرار بعد ذلك بأن الضريح يظل فى مكانه وخط الترام يلتف حوله.
كما أن هناك قصة أخرى شهيرة، وهى وقت القصف الألمانى على الإسكندرية بقيادة رومل 1942 أثناء الحرب العالمية الثانية، ويقال أن أبو الدرداء خرج من الضريح، وأخذ القنابل قبل سقوطها على أهل الإسكندرية وانقذ المدينة من الدمار.
ويقول محمد سعيد خبير أثرى بالإسكندرية، أنه ترجع تسمية المنطقة الى الصحابى الجليل عويمر بن عامر صحابي وفقيه وقاضي وقارئ قرآن، وأحد رواة الحديث النبوي، وهو من الأنصار من بني كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج وأسلم متأخرًا يوم بدر، ودافع عن النبي يوم أحد، وشهد ما بعد ذلك من المشاهد، وكان من المجتهدين في التعبد وقراءة القرآن، ورحل إلى الشام بعد فتحها ليُعلّم الناس القرآن، وليفقههم في دينهم، وتولى قضاء دمشق، ظل بها إلى أن مات فيها في خلافة عثمان بن عفان في عام 641 م، بينما يتجه عمرو بن العاص لفتح الإسكندرية بعد نجاحه في فتح القاهرة التي لم يكن بها قبل ذلك سوى حصن واحد للرومان وهو حصن بابليون.
وأضاف أن عمرو بن العاص أخذ معه عدد من الصحابة منهم أبي الدرداء ليستفيد الناس من علمه وحفظه القرآن لفتح المدينة التي ينقبض عمرو بن العاص من بحرها وجوها الوثني، لكنه ينوي أخذها كعاصمة للبلاد، حاصر المدينة مدة قرابة الأربعة أشهر ثم دخلها من ناحية الشرق، وبني أول مسجد بالمدينة، و ظلّ أبي الدرداء بالمدينة يتلقى الناس منه الفقه، ويشاع أنّ المكان الذي كان يجتمع فيه مع الناس هو مكان الضريح الحالي لسنوات ظل أبي الدرداء في الإسكندرية يدرس الفقه ويُعلّم الناس الدين الجديد عليهم وأحكامه، حتى بعد رحيل عمرو ابن العاص منها لبناء عاصمته الجديدة الفسطاط، لأنه وجد صعوبة شديدة في اتخاذ الإسكندرية كعاصمة، فالهجوم عليها من البحر سهل، وهم لا يعرفون خوض المعارك البحرية، وبعد سنوات من تعليم أبي الدرداء لأهل الإسكندرية اتخذ طريقه صوب الشام، ليُكمل حياته هناك، ويدفن في ضريحه الملحق بمسجده في دمشق.
وأكد أن ضريح أبو الدرداء بالإسكندرية هو ضريح بدون جثمان حسب أبحاث وتقارير الباحثين والخبراء على مر التاريخ، فهو مات فى عام 32 هجرى فى دمشق ودفن فى مسجد هناك باسمه.
