جدعة ،،لكن إلى متى ؟
بقلم د/ مؤمنه محمد طعيمه
جدعة ،، لكن إلى متى؟
كم مرة سمعتِ هذه الجملة: “إنتِ بميت راجل، يُعتمد عليكِ”؟ كم مرة شعرتِ أن قوتكِ أصبحت عبئًا عليكِ بدلًا من أن تكون درعًا يحميكِ؟
نعم، القوة جميلة، والاستقلالية مطلوبة، لكن هل فكرتِ يومًا في الثمن الذي ستدفعينه؟ عندما تعتادين أن تكوني الجندي الذي يحمل الجميع، هل سيتذكر أحد أنكِ بشر؟
تبدأ الحكاية..
تتزوجين وأنتِ تحملين في قلبكِ حلمًا بالحب والاحتواء، لكن مع الوقت، يجد الجميع فيكِ السند، فتتحولين إلى الأم الثانية، الزوجة التي تفكر وتقرر وتحل المشاكل، الابنة البارة التي لا تكل، العاملة التي تُنجز كل شيء. كل هذا جميل.. لكنه يصبح مأساة عندما لا يُقدَّر!
وتستمر الحكاية..
تتعلمين كيف تتحملين، كيف لا تشكين، كيف تجدين حلولًا بدلًا من أن تطلبي الدعم. وحين تضعفين يومًا، تسمعين الجملة القاسية: “إنتِ طول عمرك جَدعة، مش معقول دلوقتي مش عارفة تتصرفي!”
كل شيء فعلته سيصبح واجبًا، وكل تعب تحملته سيُنسى، وكل تضحياتكِ ستُعتبر أمرًا طبيعيًا.
ثم تأتي الصدمة..
عندما تنفد طاقتكِ، عندما تشعرين أنكِ استنزفتِ نفسكِ لإسعاد الجميع، ستبحثين عن من يحتويكِ، فلا تجدين أحدًا. لأنهم اعتادوا أن تأخذي دور السند لا من يحتاج السند.
إلى كل فتاة قبل الزواج..
كوني قوية، لكن لا تكوني الوحيدة التي تحمل الأعباء.
كوني حنونة، لكن لا تجعلي الحنان يُستغل.
كوني متعاونة، لكن لا تسمحي أن تكوني الوحيدة التي تُعطي دون أن تأخذ.
اجعلي من يحبكِ يعرف أنكِ تحتاجين الدعم أيضًا، وأنكِ بشر قبل أن تكوني سندًا.
فالمرأة التي تعود الجميع على التحمل والصبر دون شكوى، تُصبح غير مرئية حين تحتاج الدعم!