تأثير الصحة النفسية على جهاز المناعة والأمراض الجسدية المزمنة

بقلم د .منى صلاح غريب
تأثير الصحة النفسية على جهاز المناعة والامراض الجسدية المزمنة.
(لكل فعل رد فعل )
كثيرا مانستمع لتلك الجملة في مواقف مختلفه
فهل تنطبق تلك المقولة على ارواحنا واجسادنا
نعم بقوة …
سنتناول تلك المقوله على انفسنا
فنجد لكل حالة نفسية رد فعل جسدي والعكس صحيح
على سبيل المثال التقلبات المزاجية فرحا ينتج عنه قوة ونشاط و حزنا ينتج عنه خمول وعزلة
الشعور بالالم الجسدي ينتج عنه توتر واضطراب في الحالة النفسية
فلدينا مثلث الصحة النفسية الخطر (ضغوط ، توتر ، خوف ) يؤدي الى امراض نفسية و امراض جسدية
حيث يتم الخلط عادة بين القلق والتوتر والضغوط النفسية والتحدث عنها وكأنها شيء واحد والواقع أن القلق هو أحد الاضطرابات النفسية في حين أن الضغوط النفسية هي المشاكل الاجتماعية والبيئية والمالية والحياتية وحتى الصحية التي يتفاعل معها الجسم بالتوتر وهذا التوتر قد يبقى في حدوده البسيطة أو قد يتطور لأي من الاضطرابات الجسدية أو الاضطرابات النفسية .
الصحة النفسية تؤثر بشكل مباشر على الحالة الجسدية للانسان ومن اهم التأثيرات الامراض الجسدية وتأثر جهاز المناعة التي تنتج من عدم الاستقرار النفسي لتصل الى امراض مزمنة .
العلاقة بين العقل والجسم تظهر بوضوح في كيفية تأثير العواطف والضغوط النفسية على الصحة الجسدية.
اولا تأثير الصحة النفسية على جهاز المناعة:
1. الضغط النفسي والمناعة: عندما يتعرض الإنسان للضغط النفسي لفترات طويلة ينتج الجسم هرمونات مثل الكورتيزول التي تضعف جهاز المناعة هذا يؤدي إلى تقليل فعالية الجسم في محاربة العدوى ويزيد من الالتهابات المزمنة التي تزيد من فرص حدوث الهجمات المصاحبة لامراض المناعه وايضا التي ترتبط بأمراض عديدة مثل أمراض القلب والسكري وكذلك عند الخوف زيادة افراز الأدرينالين الذي يزيد من تسارع دقات القلب وسرعة التنفس والتعرق والدخول في نوبه هلع .
2. القلق والاكتئاب وضعف المناعة: حالات الاكتئاب والقلق تؤثر على الجهاز العصبي المناعي من خلال التغيرات الكيميائية التي تضعف المناعة الأشخاص الذين يعانون من القلق والاكتئاب أكثر عرضة للإصابة بالالتهابات وأمراض مثل التهابات المفاصل، الحساسية، والالتهابات المزمنة.
3. التهاب مزمن: الضغط النفسي المزمن قد يؤدي إلى تحفيز التهابات مستمرة في الجسم، والتي ترتبط بعدة أمراض مزمنة مثل السكري، السمنة، أمراض القلب، وحتى السرطان. الالتهابات المزمنة تؤثر على مختلف الأعضاء والأنظمة في الجسم.
ثانيا الصحة النفسية والأمراض الجسدية المزمنة:
1. أمراض القلب: الإجهاد النفسي المزمن يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم ومشاكل في القلب الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية يكونون أكثر عرضة للإصابة بالنوبات القلبية وأمراض الشرايين.
2. السكري: الضغط النفسي قد يسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم من خلال تأثيره على هرمونات الجسم. الأشخاص المصابون بالاكتئاب والقلق أكثر عرضة لعدم القدرة على التحكم في مستويات السكر بشكل جيد.
3. السرطان: بينما لا توجد أدلة قاطعة على أن التوتر يسبب السرطان بشكل مباشر، إلا أن ضعف الجهاز المناعي الناتج عن الإجهاد يمكن أن يقلل من قدرة الجسم على محاربة الخلايا السرطانية في مراحله المبكرة.
4. الجهاز الهضمي: الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب تؤثر بشكل كبير على صحة الجهاز الهضمي. الأمراض مثل القولون العصبي وقرحة المعدة ترتبط بالضغوط النفسية حيث أن الجهاز الهضمي حساس للتغيرات النفسية.
ولذلك يرتبط تحسين الصحة النفسية بتحسين الصحة الجسدية فلابد من الحفاظ على صحة نفسية جيدة من خلال حسن ادارة المواقف والمرونه وادارة الغضب وادارة الوقت وشؤون الحياة بمستوى من الوعى والادراك لكافة الامور وطرق الحل الامثل للمشكلات وتقبل كلا مننا للاخر وان ندرك ان التغيير والعلاج يكمن في الشخص نفسه بكيفية ادارة امور حياته اليومية والتركيز على نقاط القوة التي يتمتع بها كل شخص ولكن عليه البحث عنها وتنمية مهاراته وفهم رسالته وتحديد اهدافه والسعى باخلاص لتحقيقها وان نتسم بالمشاعر والعلاقات الانسانية من تراحم ولين وود ولطف في التعاملات وان نعي ان يمكن ان تصبح الكلمة رصاص يمكنه القضاء على انسان واحباطه او ان تصبح اشراقه امل لبدء حياة جديدة وان لا نتسرع بالحكم على الاخرين فلا احد يعرف مايمر به الشخص صاحب المشكلة فلنمد يد العون بالخير او لنصمت
وايضا استخدام تقنيات مثل التأمل و العلاج السلوكي المعرفي والنشاط البدني والاكل الصحي والنوم الجيد يمكن أن يعزز جهاز المناعة ويقلل من تأثير الأمراض المزمنة
واخيرا فان تقنيات العلاج النفسي بجانب العلاج الدوائي يلعب دورا هاما في علاج امراض المناعة والامراض الجسدية المزمنة والحفاظ على الصحة النفسية والسلام النفسي يساهم بشكل كبير في الحفاظ على الصحة الجسدية .