بشار الأسد مابين الجريمة والعقاب ،كيف يمكن محاسبته ومعاقبته؟
كتب : محمد حسان
الأسد ما بين الجريمة والعقاب،كيف يمكن محاسبته ومعاقبته؟
جرائم يعجز العالم عن تفسيرها ارتكبت في سجون الأسد
غمامة من الخوف انزاحت عن أعين السوريين لتتكشف خلفها جرائم وفظائع ارتكبها نظام الأسد على مدى عقود السجون السورية كانت مقابر ومسالخ بشرية، تروي جدرانها قصصا مرعبة، عاشها معتقلون سوريون وعرب وأجانب، قضوا سنوات طويلة تحت الأرض، حيث لا هواء ولا شمس والأهم بعيدا عن أنظار العالم.
الشبكة السورية لحقوق الإنسان وثقت منذ بداية الأحداث في سوريا عام 2011، جرائم نظام الأسد من قتل وتذيب واخفاء قسري، في المعتقلات والسجون السرية في الأفرع الأمنية، واليوم تكشفت نماذج وقصصا موثقة تروي وترصد الدماء على سالت والانتهاكات التي ارتكبت بحق الأبرياء.
السقوط السريع لبشار الأسد ونظامه
الباحثة وعضو الشبكة السورية لحقوق الإنسان يمن خلاق قالت،، أنه من خلال عمل الشبكة السورية لحقوق الإنسان فقد عملنا على توثيق الانتهاكات خلال السنوات الماضية، إلا أن المشاهد من سجن صيدنايا والأفرع الأمنية كانت صادمة لنا.
وأضافت أن الشبكة كانت تقوم بالتوثيق خلال السنوات الماضية مع تأكيدها على أن المفرج عنهم يخشون الحديث عن الانتهاكات، والجرائم بسبب خوفهم على أنفسهم وعلى ذويهم من انتقام النظام.
كما أنه لم يكن من السهل الوصول إلى المعتقلين ومشاركة قصصهم وتجاربهم، بسبب التهديدات.
مبينة أنه مع هذه البيانات والمعطيات تأكدت الشبكة أن حجم ما قامت بتوثيقه يعتبر قليلا مقارنة مع الوقائع على الأرض.
وتابعت أن الشبكة رصدت سابقا مقتل نحو 15 ألف مدنيا تحت التعذيب في سجون ومعتقلات الأسد. واليوم مقارنة مع عدد المعتقلين الذين خرجوا من السجون والمختفين قسريا تعتقد أن العدد أكبر مما قامت بتوثيقه.
انتهاكات جديدة
أوضحت عضو الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن الفرق الميدانية تعمل على التواصل مع المعتقلين المحررين عنهم حديثا، ولكن هناك صعوبات كون المفرج عنهم خرجوا بحالة نفسية وصحية سيئة للغاية، وبعضهم يعاني من مشاكل في الذاكرة، وما يزال يعيش البعض الآخر حالة من الخوف، والبعض تراجعت صحتهم وظروفهم لا تسمح لمشاركة قصصهم في المعتقلات،
مبينة أن الشبكة تحاول التواصل مع ذوي المعتقلين المحررين، بتوجيه رسالة لهم للتواصل مع الشبكة السورية لحقوق الإنسان لتوثيق بيانات ذويهم المعتقلين في سجون النظام.
كما أوضحت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أنها تعمل على جمع الأدلة وتوثيقها، ومن ثم سوف تبدأ بمحاسبة جميع المتورطين في هذه الانتهاكات وملاحقتهم، في المحاكم المحلية والمحاكم الدولية، وخاصة الذين فروا خارج البلاد.
مبينة أن بشار الأسد يعتبر مجرم حرب ويجب أن تتم محاسبته ومعاقبته وفقا للقوانين الدولية.
بالإضافة إلى زوجته أسماء الأسد التي كانت تتحكم بالاقتصاد السوري واستولت على مقدرات البلد، لذلك من المتوقع أن يتم رفع دعاوى قضائية بحقها أيضا.
تحديات
أوضحت يمن حلاق أن الشبكة السورية لحقوق الإنسان والمنظمات الأخرى التي تعمل على ملف السجون، لديها العديد من التحديات، بسبب العدد الكبير من المعتقلين المحررين، واكتشاف مآسي وفظائع جديدة لم تكن تعلم عنها من قبل.
موضحة أن الخطوات القادمة للشبكة تتلخص في جميع الأدلة، والتوثيق ثم بدء المحاسبة والمساءلة، والمعاقبة، خاصة وأنه لم يعد هناك حماية بعد اليوم لمرتكبي الانتهاكات والمجرمين الذين تورطوا بجرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية في سوريا.