أخبار دولية

الهيمنة الأمريكية وعنترية ترامب


كتب: محمود عقل
الهيمنة الأمريكية وعنترية ترامب
منذ اللحظة الأولى التي اعتلى فيها دونالد ترامب المسرح السياسي الأميركي برزت شخصيته بطريقة خارجة عن السياق المألوف و خطاباته التي تتسم بالحدةو لغته لم تعرف المجاملات الدبلوماسية وقراراته كانت تستند إلى ما يشبه العنترية السياسية حيث الاستعراض بالقوة والتهديد بالتصعيد سواء تجاه الداخل الأميركي أو الساحة الدولية.
أمريكا أولاً لم تكن مجرد شعار انتخابي بل تحولت إلى عقيدة سياسة تقوم على مبدأ فرض الإرادة الأميركية بالقوة والضغط والانسحاب من الاتفاقيات التي يراها عبئاً على بلاده لم يتردد ترامب في الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ ولا من الاتفاق النووي مع إيران ضارباً بعرض الحائط سنوات من الجهود الدبلوماسية الدولية.
على صعيد العلاقات الدولية مارس ترامب سياسة الصدمة والهيمنة مهدداً بفرض عقوبات اقتصادية خانقة أو حتى باللجوء إلى القوة العسكريةكلما واجه موقفاً لا يخدم رؤيته مع كوريا الشمالية مثلاًبدأ بتهديدات نارية قبل أن يتحول لاحقاً إلى لقاءات تاريخية شكليةلم تغير شيئاً في العمق السياسي.
داخلياً جسدت عنترية ترامب تحدياً للمؤسسات التقليدية الأميركية وهاجم الإعلام واستهزأ بالمعارضةولم يتردد في التشكيك في نتائج الانتخابات حين خسرها كل ذلك خلق حالة من الاستقطاب الحاد داخل المجتمع الأميركي وزادت من هشاشة النظام السياسي وأضعفت الثقة الشعبية بالمؤسسات وبالرغم من الانتقادات العنيفة التي تعرض لهاإلا أن عنترية ترامب لم تكن عشوائية بالكامل بل كانت محسوبة أحياناً لكسب الشارع وتوحي بالتصرفات الاستعراضية أو التصريحات العنترية التي غالباً ما تتسم بالمبالغة والتهديد وإظهار القوة بطريقة مثيرة للجدل فقد أشتهر بأسلوبه الحاد والمباشر وخطابه الشعبوي وتحديه للأعراف السياسية التقليديةواستخدامه المكثف لوسائل الإعلام وخاصة تويتر لنشر مواقفه بصورة هجومية أحياناً.
تهديداته المتكررة لدول كبرى وصغرى بأسلوب استعراضي وفرضه عقوبات اقتصادية بصورة استعراضية ومتصاعدة ولغته الحادة تجاه الخصوم السياسيين داخلياً وخارجياًودائما يشير بشعاره الشهير أمريكا أولاً واستخدامها كشكل من أشكال الفوقية السياسية.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى