النجاح دون ضغط.. كيف تُساعد ابنك على التفوق الدراسى بثقة وسعادة؟

محمد حسان،
الأربعاء 24/سبتمبر/2025م.،01:40 ص
في مجتمعاتنا، غالبًا ما يُربط النجاح الدراسي بالدرجات النهائية المرتفعة والمراكز الأولى، مما يضع الأطفال تحت ضغط نفسي هائل لتحقيق توقعات قد تفوق قدراتهم. هذا الضغط، بدلاً من أن يكون حافزًا، قد يُولد الخوف من الفشل، ويقتل الشغف بالتعلم، ويُفقد الطفل ثقته بنفسه. فالتفوق الحقيقي ليس مجرد حصيلة درجات، بل هو رحلة بناء شخصية قوية، تُحب التعلم، وتواجه التحديات بمرونة. السؤال هنا ليس كيف نضغط على أبنائنا ليتفوقوا؟، كيف ندعمهم ليتفوقوا بدون ضغط نف
النجاح دون ضغط.. كيف تُساعد ابنك على التفوق الدراسى بثقة وسعادة؟
الدكتورة منال الشريف، استشارية الطب النفسي للأطفال، تؤكد أن البيئة الأسرية الداعمة هي أهم عامل للتفوق الدراسي. عندما يشعر الطفل بالأمان والحب غير المشروط، يكون أكثر استعدادًا لتقبل التحديات والتعامل معها بإيجابية. وتُقدم الدكتورة منال عدة نصائح عملية لتحقيق ذلك،،،
١- تغير مفهوم النجاح، النجاح ليس فقط في حصوله على الدرجة النهائية. احتفلوا بالجهد الذي يبذله، وبتحسنه المستمر، وبشغفه بالتعلم. بدلاً من قول لماذا لم تحصل على الدرجة الكاملة؟ اسألوا،، ما الذي تعلمته اليوم؟ أو ما الذي كان صعبًا عليك؟
٢- التواصل هو الجسر، فتح قنوات اتصال دائمة مع أبنائكم. استمعوا إلى مخاوفهم وتحدياتهم دون إصدار أحكام. كونه يشعر بأن صوته مسموع ومقدر، سيُساعده على التعبير عن مشاعره ومواجهة مشاكله بثقة أكبر.
٣- كشف نقاط قوته، كل طفل فريد من نوعه. لاحظوا اهتمامات ابنكم وشغفه، سواء كانت فى الرسم، أو الرياضة، أو العلوم، أو حتى موضوعًا دراسيًا معينًا. شجعوه على استكشاف هذه المجالات، فهذا يعزز من ثقته بنفسه وينعكس إيجابًا على أدائه العام.
وأكدت على أنه يجب التخطيط للمذاكرة معًا، من خلال وضع جدول زمنى واقعى ومنطقى للمذاكرة. قسموا المهام الكبيرة إلى أجزاء صغيرة يمكن إنجازها بسهولة. وجود خطة واضحة يقلل من الشعور بالإرهاق ويعزز إحساسه بالتحكم، مستكملة أن كل طفل له طريقته الخاصة في التعلم. قارنوا أداء ابنكم بأدائه السابق فقط، وليس بزملائه أو إخوته. المقارنات السلبية تُدمّر ثقة الطفل بنفسه وتُولد الغيرة.
وأشارت إلي أن النوم والراحة أولاً، لا تضحوا بساعات نومه مقابل ساعات مذاكرة إضافية. قلة النوم تسبب التوتر وتقلل من القدرة على التركيز والاستيعاب. احرصوا على أن يحصل على قسط كافٍ من النوم والراحة، موضحة أنه يجب تعليم الأطفال أن الفشل جزء طبيعي من التعلم. علموا ابنكم أن الأخطاء هي فرصة للنمو والتحسن. ساعدوه على تحليل أسباب الخطأ ووضع خطة لتصحيحه دون خوف من التوبيخ.
كيف تُساعد ابنك على التفوق الدراسي بثقة وسعادة؟
في الختام، تُشدد الدكتورة منال على أن التفوق الحقيقي يُقاس بصحة الطفل النفسية وقدرته على التعلم مدى الحياة. بتوفير بيئة داعمة وخالية من الضغط، يمكن للآباء أن يُربوا جيلاً من الطلاب الواثقين والمبدعين، القادرين على تحقيق أحلامهم بعيدًا عن أى خوف أو إحباط.