* المرأة المعيلة وآثار خروجها إلى العمل*

* كتبت /أحلام محمد*
تعكس مؤشرات تدني نوعية حياة الفقراء ولاسيما النساء العائلات لأسر بصورة واضحة مشكلة هذه الشريحة من النساء في التعامل مع المجتمع إلي الحد الذي يؤثر تأثير كبيرا علي مداركهن ومعارفهن الأساسية ويضعف من قدرتهن علي التمتع بالحقوق التي يكفلها لهن القانون وتمكنيهن من الأندماج في مسار المجتمع وتتيح أمامهن سبل الخروج من دائرة التهميش إلي دائرة المشاركة الإيجابية في الحياة العامة, ومن خلال سعي النساء العائلات لأسرهن لتوفير الحد الأدني من متطلبات المعيشة تستغرق هذه الشريحة من النساء في مشكلات الحياة اليومية مما ينعكس سلبا علي مشاركتهن المجتمعية والمشكلات التي تتعرض لها المرأة المعيلة بأختلاف المجتمعات والأعراف والتقاليد وظروف العمل وأنماطه, وعموما مشكلات هولاء تنقسم إلي ثلاثة أقسام وهي كالتالي:
1- المشكلات النفسية:
يعانين هؤلاء النساء عموما من نظرات الشفقة والترحم من قبل الأخرين والتي تجعلهن يشعرن بالذل والنقص وهذه المشكلات تولد أزمة ثقة بالنفس فيشعرن بالضعف شيئا فشيئا أمام العرف الاجتماعي والضغوط النفسية التي تخلفها الأوضاع الاجتماعية والأقتصادية الشديدة التي تدفعهن إلي كثير من الأضطربات النفسية ويصبحن أسيرات العقد النفسية لذلك يفضلن العزلة والتواري عن المجتمع.
2- المشكلات الأقتصادية:
يتضح أن هذه الشريحة كانت تعتمد أعتمادا كليا علي الطرف الأخر (الرجل) في الإعالة فهي لاتشمل المرأة العاملة التي أعتادت العمل قبل الزواج وبعده كطريقة لتحقيق الذات مثلا, ومن ثم فغياب المعيل المفاجئ يحث أزمة أقتصادية واضحة تضطر المرأة المعيلة للعمل في سن قد لايصلح للعمل أصلا ولاتملك المؤهلات الكافية للعمل من أكتساب المهارات أو الشهادات العلمية أو تعليم حرفة معينة.
3- المشكلات الاجتماعية:
تدور في إطار العرف الاجتماعي الذي قدلا يكون متفقا مع الأصول الأسلامية, فهناك أعراف تجبر المرأة أما علي الزواج السريع أو تمنعها من الزواج الثاني مثلا بحجة السمعة.
4- المشكلات الصحية:
تنتشر المشكلات الصحية بين النساء وخاصة في فترة الخصوبة نتيجة لقصور الرعاية الطبية مع توافرها في بعض المجتمعات كما هو الحال لدينا إذ أن المرأة عادة ما تأتي أخر قائمة المتلقين لها بالأضافة إلي أمراض أخري سوء التغذية والتي تنتشر بين النساء أكثر من الرجال.
5- المشكلات التعليمية:
من أهم المشاكل التي تعاني منها المرأة المصرية أنتشار الأمية فمازالت المرأة المصرية خاصة في فئات العمر من 15 سنة فأعلي تعاني من معدلات مرتفعة من الأمية وتتفاوت نسبة الأمية بصورة كبيرة بين الحضر والريف.
أثر خروج المرأة المعيلة للعمل:-
لقد ترتب علي خروج المرأة المعيلة للعمل خارج إطار وحدتها الصغيرة (الأسرة) وتزواج أدوارها بين المنزل وجهة العمل والمجتمع من ناحية وعدم قدرتها الكاملة علي التنسيق والأتساق بين متطلبات ومسئوليات المنزل وبين العمل من ناحية ثانية فلقد ترتب علي ذلك عدة أثار منها:
• مشكلة تمزق المرأة المشتغلة بين أعمال متنوعة مما جعلها تقع فريسة صراع تنوع الأدوار.
• شعور المرأة بالأرهاق المستمر نتيجة الجمع بين مسئوليات العمل وواجبها نحو أسرتها.
• تتأثر كفاءة المرأة في البيت أو العمل وقدرتها علي مواجهة المشكلات التي تقابلها في المجالين.
ونظرا لأن المرأة لديها واجبات كثيرة في المنزل والعمل لذلك فإنه في أحيان كثيرة يصعب التوفيق بين القيام بأدوارها الاجتماعية كزوجة وأم وربة بيت وأثرت كذلك علي رعاية الأطفال.
فغالبا ما تشكو المرأة من ضيق الوقت الكافي لدي المرأة مما يؤثر علي رعايتها لبيتها ولأسرتها ويجعلها تغفل بعض جوانب الرعاية والأهتمام بالأسرة, فما بالنا بالمرأة المعيلة التي تنوعت أدوارها وأصبحت المسئولية عليها من حيث تربية الأبناء ورعايتهم وتوفير دخل ثابت لهم لحمايتهم من الفقر وهذا أثر علي تربية الأبناء كما يقع عليها مسئولية رئاسة الأسرة بما يعني تنظيم أمورها وإتخاذ القرارات المتعلقة بها وذلك بالأضافة إلي الأدوار التقليدية داخل الأسرة.