بقلم / سميره وجيه
📰 صوت الحياة – الغلاء يقتل بصمت
أخصائيه الصحه النفسيه واستشاري الإرشاد الأسري
لم يعد الغلاء مجرد أزمة اقتصادية، بل أصبح أزمة إنسانية تمس النفس قبل الجيب.
كل ارتفاع جديد في الأسعار يقابله سقوط جديد في أرواحٍ أنهكها العجز، وأحلامٍ فقدت الأمل في الغد.
أصبحنا نسمع –بشكل متكرر ومؤلم– عن حالات انتحار أو عنف أو قتل، والسبب دائمًا واحد: الضغوط المعيشية التي تجاوزت قدرة الإنسان على التحمل.
إن ما يحدث اليوم ليس فقط نتيجة أرقام تتغير في الأسواق، بل هو نتاج تراكم صمت المجتمع تجاه الألم النفسي.
كثيرون يعيشون في دوامة الخوف من الغد، والخجل من الاعتراف بالانهيار، فيتحول الألم إلى قنبلة داخلية تنفجر في لحظة ضعف.
الغلاء لا يُبرر فقدان الحياة، لكنه يستدعي وقفة حقيقية من الجميع:
من الدولة التي يجب أن تعيد النظر في آليات الدعم والحماية الاجتماعية،
ومن الإعلام الذي عليه أن يسلّط الضوء على الجانب الإنساني للأزمة،
ومن الأسرة والمجتمع اللذين يجب أن يفتحا باب الحوار والدعم النفسي بدلًا من التوبيخ واللوم.
إن أرخص ما أصبح في زمن الغلاء هو الحياة نفسها،
ولهذا يجب أن نتذكر أن الكرامة لا تُقاس بما نملك، بل بقدرتنا على الصمود، وبإصرارنا على الحياة رغم الألم.
صوت الحياة لا يكتفي بنقل الخبر، بل يدعو إلى إنقاذ الإنسان من صمته.
مدّ يدك لمن يتألم، اسمعه، احتويه، فربما تكون تلك الكلمة التي تنطقها اليوم هي ما تنقذ روحًا كانت على وشك الانطفاء
