مقالات وآراء

الصمت،، لغة الأقوياء وملاذ الحكماء!


كتبت د : مؤمنه محمد طعيمه
في عالم مليء بالضجيج والكلمات المتناثرة في كل اتجاه، يصبح الصمت فنًا لا يتقنه إلا القلة. فالصمت ليس مجرد غياب للكلام، بل هو سلاحٌ في يد العاقل، وحكمةٌ في قلب المتبصر، وملجأ لمن يملك البصيرة الكافية لفهم ما وراء الكلمات.
هناك من يظن أن الصمت ضعف، وأن عدم الرد استسلام، ولكن الحقيقة أن الصمت أحيانًا يكون أقوى من ألف رد، وأبلغ من مئات العبارات. فمن أتقن الصمت، فهم متى يتحدث ومتى يصمت، ومتى تكون الكلمة مفتاحًا للحل، ومتى تكون الصمت هو الحل بذاته.
كم مرة وجدنا أنفسنا في موقف لم يكن للكلمات فيه جدوى؟ كم مرة اكتشفنا أن الصمت حفظ لنا كرامتنا، ورفعنا فوق سفاهة الجدل العقيم؟ في العلاقات، في العمل، في الحياة اليومية، هناك لحظات يكون فيها الصمت هو الرد الأبلغ، هو الرسالة الأكثر وضوحًا، وهو الدرع الذي يحمينا من الانزلاق في حوارات لا فائدة منها.
متى يكون الصمت قوة؟
عندما يكون الحديث لا يُغيّر شيئًا، ويزيد الأمر تعقيدًا.
عندما يكون الرد مجرد مضيعة للوقت مع من لا يسمع إلا نفسه.
عندما نحافظ به على أسرارنا، فلا نمنح من حولنا مفتاح التأثير علينا.
عندما نستخدمه كرسالة راقية تعبّر عن موقفنا دون الحاجة إلى جدال.
لكن الصمت ليس دائمًا الحل…
هناك لحظات يكون فيها الحديث ضرورة، حيث يكون الصمت ضعفًا إن منعنا من الدفاع عن الحق، أو إن جعلنا نبدو وكأننا لا نملك موقفًا. فالحكمة تكمن في معرفة متى يكون الصمت قوة، ومتى يكون الحديث واجبًا.
تذكّر دائمًا،،
ليس كل موقف يحتاج إلى رد، وأحيانًا الصمت يكون أقوى من ألف كلمة.
بعض المشاعر يُجيد الصمت التعبير عنها أكثر من أي حديث.
الكلمات مثل السيف، إن زادت عن حدها جرحت، وإن وُضعت في غير موضعها أفسدت.
وأخيرًا، اجعل صمتك أداةً للحكمة، وكلماتك ميزانًا للحقيقة، ففي النهاية، الصمت لغة لا يفهمها إلا الأقوياء.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى