الصداقة الحقيقية،عملة نادرة فى زمن العلاقات الزائفة
كتبت د : مؤمنه محمد طعيمه
في كل مرحلة من حياتنا، نكتشف أن كلمة “صاحب” ليست مجرد لقب يُمنح لأي شخص نلتقي به، بل هي وسام لا يستحقه إلا من يثبت وجوده في المواقف الحقيقية. قد نظن في البداية أن كل من يبتسم لنا أو يشاركنا بعض اللحظات الجميلة هو صديق، ولكن مع مرور الوقت، ندرك أن الصداقة الحقيقية لا تُقاس بالكلمات أو اللقاءات العابرة، بل بالمواقف الصعبة التي تفرز المعادن الأصيلة من تلك المطلية ببريق زائف.
مفهوم الصداقة بين الواقع والمثالية
الصداقة ليست مجرد مشاركة في الأفراح أو قضاء أوقات ممتعة، بل هي سندٌ وقت الشدة، ويدٌ تُمسك بك عندما يخذلك الجميع. الصديق الحقيقي هو من يعرف حزنك من صوتك، ويفهم ألمك من نظرة عينيك، ولا ينتظر منك أن تطلب المساعدة، بل يكون بجانبك قبل أن تحتاج إليه.
اختبار الصداقة.. محطات تفضح العلاقات
تمر علينا مواقف في حياتنا تكون بمثابة اختبارات قاسية تكشف لنا حقيقة من حولنا، فنجد من كنا نظنهم أصدقاء يختفون عند أول أزمة، بينما يظهر أشخاص لم نتوقعهم ليكونوا لنا عونًا وسندًا. عندها ندرك أن الصداقة ليست بعدد السنين، بل بنقاء النوايا وصدق المشاعر.
لماذا نخدع أنفسنا في علاقات مزيفة؟
قد يكون السبب أننا نبحث عن الأمان في الآخرين، أو لأننا نحب أن نحيط أنفسنا بمن يضحكون معنا، ولكن الحقيقة المؤلمة هي أن بعض العلاقات تكون مجرد مصالح متبادلة، تنتهي بانتهاء الحاجة. لهذا، علينا أن نتعلم أن لا نُطلق لقب “صديق” إلا بعد أن تثبته الأيام والمواقف.
كيف نميز الصديق الحقيقي؟
1. لا يغيب عند الحاجة – ستجده دائمًا بجوارك في أصعب لحظاتك.
2. يحبك بلا مقابل – لا ينتظر منك شيئًا، بل يسعد بنجاحك كما لو كان نجاحه الشخصي.
3. ينصحك بصدق – لا يجامل ولا يخدعك، بل يخبرك بالحقيقة حتى لو كانت مؤلمة.
4. يحفظ سرك – الأمانة والوفاء من أهم صفاته.
5. لا يتغير مع الظروف – تظل مكانتك في قلبه ثابتة، سواء كنت في قمة نجاحك أو في قاع أزماتك.
كلمة أخيرة.. لا تمنح لقب “صديق” بسهولة
الحياة رحلة مليئة بالدروس، ومن أهم دروسها أن الصداقة الحقيقية نادرة، ولكنها موجودة. لا تدع تجاربك السيئة تجعلك تفقد الثقة في الجميع، بل اجعلها درسًا يجعلك أكثر وعيًا وانتقاءً لمن تمنحهم قلبك وثقتك. فالصديق الحقيقي لا يُباع ولا يُشترى، بل هو هدية نادرة يرسلها الله لمن يستحقها.