الشباب المستنزف

كتب : محمود عقل
الشاب المستنزف حين تتحول الحياة إلى سباق بلا خط نهاية،،
في زحمة العالم المتسارع يقف الشاب كمن يطلب منه أن يكون الجندي والمفكر والعامل، وكل ذلك دفعة واحدة.
تتسارع وتيرة الحياة بينما يطالب هو بالتأقلم دون أن يمنح حق الوقوف لالتقاط أنفاسه.
تلك هي حياة الشاب المستنزف.
الشاب اليوم لا يحمل هم الحاضر فحسب بل يحمل على عاتقه قلق المستقبل وصورا مثالية يرسمها المجتمع عنه يجب أن تكون ناجحا قويا واثقا لاتشتكي لا تضعف.
هذه الأصوات المكررة تتحول إلى سيوف داخلية تشكك في ذاته وتحمله أكثر مما يطيق. فالقلق من الفشل و المقارنة المستمرة وصراع الهويةكلها تنهش روحه من الداخل.
الشاب اليوم ليس فاقدا للطموح بل على العكس يحلم كثيرا لكن هذا الحلم يقابل بجدران الواقع فجوة بين المهارات والفرص بين الأحلام والموارد بين الرغبة في الإنجازوالقيودالمجتمعية.
يتحول الطموح أحيانا إلى عبء نفسي لا إلى مصدر إلهام.
الخاتمة هل من مخرج؟
حياة الشاب المستنزف ليست نتيجة ضعف ولكن ربما تكون نتيجة لمنظومة لا تترك له مساحة للتنفس ولا تعترف بحاجته للراحة أو التفهم.
لا يطلب من العالم أن يدله بل فقط أن يراه أن يعترف بأنه يتعب أنه بشر.
المخرج يبدأ من إعادة النظر في الصورة النمطية عن الشباب وبناء بيئة تحتضنهم لا تستنزفهم. أن نشجع الحوار لا المقارنة.
أن نوفر الفرص لا نكرس الإحباط.
فالشباب هم طاقة الأمة وإن استنزفناهم استنزفنا المستقبل.