التيك توك والسينما الهابطة،، قنابل ناعمة تهدد الطفولة وتفكك الأسر

كتبت: رشا خضير
التيك توك والسينما الهابطة،، قنابل ناعمة تهدد الطفولة وتفكك الأسر.
في عصر السرعة والانفتاح الرقمي، أصبحت تطبيقات مثل “تيك توك” ومسلسلات وأفلام تُصنف ضمن ما يُعرف بـ”السينما الهابطة” جزءًا لا يتجزأ من الواقع اليومي للأطفال والمراهقين، ما يشكل تحديًا كبيرًا أمام الأسرة العربية في الحفاظ على القيم الأخلاقية والتوازن النفسي لأبنائنا
منصة “تيك توك” التي بدأت كمجرد وسيلة للتسلية عبر مقاطع الفيديو القصيرة، تحولت بسرعة إلى قوة ناعمة تؤثر في السلوكيات والاتجاهات الفكرية للأطفال. المحتوى العشوائي، والذي غالبًا لا يخضع لرقابة أو تصنيف عمري، يقدم نماذج سلوكية غير ملائمة، من رقصات مبتذلة إلى تحديات خطيرة، ما يسهم في تبلد الحس النقدي لدى الأطفال واكتسابهم أنماطًا سلوكية تتعارض مع قيم مجتمعاتهم.
في المقابل، لعبت بعض الأعمال السينمائية دورًا سلبيًا في ترسيخ مفاهيم مغلوطة حول العلاقات الأسرية، والعنف، والمخدرات، والابتذال اللفظي، تحت غطاء “الواقعية” أو “حرية التعبير”. هذا النوع من السينما لا يُقدم محتوى تربويًا أو معرفيًا، بل يروج لانهيار المعايير الأخلاقية، مما يؤدي إلى خلل في فهم الأطفال لطبيعة العلاقات الاجتماعية السليمة.
ومع غياب الرقابة الأبوية أو ضعفها، يُترك الأطفال عرضة لتأثيرات هذه الوسائل، فينشأ جيل مرتبط بالعالم الافتراضي أكثر من تواصله الأسري. يبدأ التمرد على السلطة الأبوية، ويفقد الطفل احترامه لحدود الأسرة وقيمها، مما يزرع بذور التفكك الأسري والصدامات المستمرة داخل المنزل.
فلا بد من وقفة حقيقية من الأسرة، والمؤسسات التعليمية، والإعلام، وحتى التشريعات الحكومية، لتقنين المحتوى الرقمي وتعزيز الثقافة الإعلامية للأطفال. كما يجب توفير بدائل ترفيهية هادفة تدعم الهوية والقيم، وتُشرك الأطفال في أنشطة تبني شخصياتهم بدلًا من تركهم في قبضة شاشات تزرع فيهم ما لا يُزرع في المدارس والمنازل.
لما الطفل يعرف “حمو بيكا” وما يعرفش يحفظ سورة قصيرة،
ولما البنت تحفظ تريندات التيك توك أكتر من أحاديث النبي،
ما تستغربش من الانهيار اللي شايفه حواليك…
اللي بيحصل النهاردة كان متوقع من زمان!
اللي بنشوفه من قلة أدب، وانعدام أخلاق، وموت للحياء،
ده مش وليد يوم وليلة…
السينما علّمت الجيل إن البلطجة شطارة،
وميلودي أقنعته إن التعرّي فن،
ونمبر وان خلاه يحلم يكون مغرور وقليل أصل.
والنتيجة؟
جيل تايه… مش عارف هو مين، ولا رايح على فين!
وكل ده دخل بيوتنا وإحنا ساكتين.
إحنا مش بننهار فجأة،
إحنا من سنين سايبين ولادنا يتربوا على قنوات الغرب،
بدون رقيب… ومستغربين؟!
اللي ما عملتوش أفلام السينما في ٢٥ سنة،
عمله التيك توك في سنتين!
دخل البيوت، ولعب في عقول العيال،
ومفيش حد عارف يوقفه… ولا حتى بيحاول.
فاكر لما كانت العيلة كلها تسكت تسمع الشعراوي؟
فاكر لما كان أول همّ للبيت إن الطفل يحفظ قرآن؟
دي مش مجرد ذكريات…
دي كانت مصر على طبيعتها.
ربنا يبارك في اللي بيحاولوا يرجّعوا للمساجد دورها،
ويحيوا الدين في المدارس،
ويثبتوا صوت الحق وسط دوشة الباطل.
اللهم احفظ أولادنا من كل فتنة،
وأعن كل مصلح،
واهديهم لما فيه صلاح البلاد والعباد
وفي الختام
إن مواجهة هذا التحدي الثقافي والتربوي تتطلب تكاتفًا وطنيًا، لأن ما يتم بثّه عبر هذه المنصات لا يؤثر في فرد بعينه، بل يهدد نسيج المجتمع بأكمله. حماية الأطفال ليست خيارًا، بل واجبٌ لا يحتمل التأجيل.